رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة تمرد


الحراك السياسى فى مصر لن ينتهى ما لم تتحقق أهداف الثورة ويشعر المواطن البسيط أن مصر تتغير نحو الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وفى إطار ذلك وردا على سياسات الرئيس مرسى المحبطة والمخيبة للآمال والصادمة لكل التوقعات من أول رئيس منتخب بعد ثورة شعبية يسعى لاحتكار مصر لفريقه وتياره.


خرج بعض الشباب المصرى فى إطار سلمى مدنى ليعلن التمرد على الرئيس فى محاولة شبابية سياسية لاستعادة الثورة وروحها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطن ينهار فى كل مناحى الحياة ومن يأس بدأ ينتشر فى قلوب الكثيرين من مستقبل مظلم غامض فى ظل الصراع السياسى بين الرئيس ومعارضيه.

ومن هنا ظهرت حركة تمرد لتجمع توقيعات المواطنين لتعلن التمرد على الرئيس ولا يهم مدى نجاحها أو قانونيتها لأنها رسالة للرئيس والنظام الحراك السياسى مستمر ما لم تتحقق أهداف الثورة ولن يصمت المصريون على كل محاولات احتكار مصر وجعلها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.


الرسالة الحقيقية فى حركة تمرد صناعها الشباب المصرى الذى فشل الرئيس مرسى فى احتوائه ودعمه للمشاركة فى صنع مستقبل مصر فماذا حدث للشباب فى عهد الرئيس هل من جديد؟ لا شىء فشباب الثورة أغلبهم فى السجون بتهم إهانة الرئيس وغيرها.

والأهم هو تعمد إقصائهم من المشهد عن طريق عدم الاستعانة بهم فى تطوير وهيكلة مؤسسات الدولة وكذلك تفصيل قانون الانتخابات البرلمانية بسياسة الدوائر المفتوحة الذى يجعل فرصة الشباب المستقل مستحيلة لدخول برلمان مصر للمشاركة فى التشريعات والرقابة على الحكومة ولن نتكلم عن البطالة ووضع الشباب الاقتصادى والاجتماعى فهو كارثة ستنفجر فى وجه النظام قريبا جدا.

وكذلك تعمد تشويه كل الشباب المعارض للرئيس بتهم معروفة للجميع من كثرة تكرارها وغيرها وغيرها من سياسات استبعاد الشباب من المشهد السياسى لأنهم يخشون حماس الشباب الذى لن يقبل بسياسة الصفقات والحسابات الضيقة لصناع الحكم فى مصر.

حركة تمرد لن تكون الأخيرة فى مواجهة نظام الدكتور مرسى والتمرد عليه بل هى بداية لعدة موجات ثورية شبابية ما لم تتحقق أهداف الثورة والأهم فى تمرد أن صناعها الشباب وأغلبهم غير حزبى وهى تعكس شيئا مهما هو فقدان الشباب الثقة بأغلب أحزاب المعارضة لأنها لا تعبر عن آمالهم وطموحاتهم وسلبية فى مواقف كثيرة وأضرت الثورة كثيرا.

لأن المعارضة الموجودة الآن أغلبها غير منظم ويعتمد على سياسة الصفقات والمواءمات السياسية مع النظام ويستهلك قوته فى حروب كلامية مما أفقده ثقة المواطنين وكذلك إقصاء المعارضة للشباب فهل نرى فى مؤتمرات جبهة الإنقاذ غير مرشحى الرئاسة الخاسرين وهل لا نرى فى مؤتمرات الأحزاب سوى شخصيات تعانى أمراض الشيخوخة؟

الرسالة الحقيقية فى حركة تمرد وغيرها من الحركات الشبابية هى أن الشباب يرسلون رسائل عديدة للنظام والمعارضة سئمنا منكم ومن صفقاتكم وحساباتكم وعالمكم السرى ولن نفعل مثلكم ولن تفلحوا فى استقطابنا أو تقسيمنا وتشويهنا لقد قمنا بثورة أذهلت العالم بسلميتها ضحى من أجلها خيرة شباب مصر لتتغير مصر نحو المستقبل ويشعر المواطنون بقيمتهم وكرامتهم ولن نترك مصر تضيع بينكم فشباب مصر من أطاح بنظام مبارك قادر على حماية ثورته وسنستمر فى حراكنا السياسى حتى تتحقق أهداف الثورة المصرية وأتوقع تكرار هذه الفعاليات الشبابية فى المشهد السياسى بقوة فى الفترة المقبلة لأن مصر فى نكسة حقيقية.
dreemstars@gmail.com
الجريدة الرسمية