الخبيرة الاقتصادية د. بسنت فهمى: الودائع العربية ورقة ضغط سياسى على مصر
الوضع الاقتصادى فى مصر أصبح على حافة الهاوية ، فكلما تخطينا أزمة ظهرت لدينا العديد من الأزمات والغريب أن المسئولين يرون فى القروض المقدمة من بعض الدول حلولا ولكن ماذا يمكن أن يحدث بعد أن علمنا أن ما تسلمته مصر من الدول العربية ليست قروضا وإنما ودائع بنكية وهل سيؤثر ذلك سلبيا على الوضع الاقتصادى فى مصر.
د. بسنت فهمى الخبيرة الاقتصادية ونائب رئيس حزب الدستور ترد على تساؤلاتنا فى الحوار التالى:
- الـ 3 مليارات جنيه التى تسلمتها مصر من قطر بفائدة 4% ماذا نطلق عليها وهل سنتمكن من إصلاح الوضع الاقتصادى بهذه الطريقة ؟
أولا هذا ليس قرضا وإنما وديعة وهنا تكمن الخطورة لأن الوديعة حتى لو قالوا إنها طويلة الأجل من الممكن أن يطلبوها فى أى وقت وتعتبر تلك الوديعة بمثابة ورقة ضغط سياسى على مصر فإذا طلبت قطر من مصر طلبا سياسيا وتم رفضه سيكون ردها هو طلب استرداد وديعتها ورغم أننا كاقتصاديين ظهرنا على كل شاشات التليفزيون وقلنا يا جماعة انتبهوا لما انتم مقدمون عليه ، لكن أحدا لا يعيرنا أى انتباه، أما بالنسبة للفائدة المطلوبة فهى ليست ضخمة بالمقارنة لما وصلت إليه مصر من تصنيف ائتمانى حيث وصلنا لأدنى تصنيف ائتمانى وندخل فى التصنيف التالى له فى عدم القدرة على السداد وطالما وصلنا لهذا المستوى فيجب عليك كدولة أن تدفع فائدة عالية و4% فائدة ليست عالية على وضع مصر الائتمانى والمشكلة الكبرى أن كل ما دخل خزانة الدولة من الدول العربية ممثلة فى تركيا والسعودية وقطر هى ودائع بنكية وتلك هى المشكلة لأنها تمثل ورقة ضغط سياسى على مصر، الفائدة الوحيدة للوديعة أنها تعطيك سيولة ويجب أن يكون لدينا القدرة والاستعداد لسدادها.
- وفيما تكمن خطورة التصنيف الائتمانى ؟
خطورته كبيرة على الاستثمار سواء استثمار رجال الأعمال المصريين أو الاستثمارات الأجنبية لأن كل الدول سترفع سعر العملات فى حالة انخفاض تصنيفك الائتمانى كدولة وبالتالى سترفع أسعار السلع فى الاستيراد والتصدير والمستثمرون سيغيروا وجهة نظرهم فى مصر وهذا طبعا سيؤخر التنمية.
- وكيف ترين زيارة الرئيس مرسى الأخيرة للبرازيل وما الهدف منها؟
الرئيس يحاول بقدر الإمكان أن يتحرك فى كل الاتجاهات بهدف التنمية وإنعاش الاقتصاد فى مصر ولكن هذا لن يحدث إلا بالوفاق السياسى والأمن الداخلى وخطة اقتصادية تراعى النواحى الاجتماعية غير ذلك لن يصل الرئيس لأي تنمية ولا حلول اقتصادية وتلك الزيارات لن تأتى بفائدة لا يوجد فى العالم كلة شىء اسمه تطبيق تجربة نجحت فى إحدى الدول لتحقيق نتائج مشابهة لأنه لا توجد دولة مثل الأخرى ، هو يريد أن يتفرج على التجربة البرازيلية يذهب ويتفرج لكن من المستحيل تطبيقها فى مصر لأن لكل بلد ظروفه وطبيعة شعبه ومشكلاته الخاصة إذن لا ينفع كل يوم يذهب لدولة لتطبيق تجربتها، مرة التجربة التركية وبعدها الصينية ثم البرازيلية كل هذا يمكن اعتباره زيارات للترفيه ومشاهدة العالم.
- هل يمكن لنا أن نضع أيدينا على أسباب الأزمة فى مصر ؟
السياسة والأمن ..هما العنصران المسببان للأزمة فى مصر وخرابهما ينعكس بشدة على الاستثمار والمستثمرين وبالتالى الأوضاع الاقتصادية لأن الاقتصاد حساس جدا وأهم شىء أنه بالرغم من تلك الكوارث التى تمر بها مصر إلا أن البنية الأساسية لم تهدم فنحن لسنا كسوريا التى تعرضت للهدم والتخريب ولا ليبيا التى تكسرت وقتل شعبها.. نحن دولة فيها كل شىء زراعة وصناعة وصيد بمعنى أننا إذا ضبطنا البلد كل شىء سيتم إصلاحه ولابد من الاستقرار الأمنى والوفاق السياسى وحكومة من كل الأطياف السياسية الموجودة داخل مصر، لو تم تنفيذ هذا فى اليوم التالى البلد كله سيتحرك نحو التقدم والإصلاح.
- هل مصر على وشك الإفلاس ؟
هناك فرق كبير بين التعثر والإفلاس فالتعثر معناه أن يأتى وقت سداد القروض والفوائد ولا تستطيع دفعها وإنما يمكن تأجيلها لوقت آخر أما الإفلاس أنك لا تستطيع الدفع على الإطلاق ، والمشكلة هنا هى حجم الاحتياطى النقدى الذى كان فى وقت من الأوقات قبل الثورة 36 مليار جنيه وكان أكبر من الديون ، اليوم لدينا احتياطى نقدى قليل حوالى 13 مليار جنيه منها 7 ودائع لا يمكن حسابها منه أى لدينا 6 مليارات فقط احتياطى نقدى و40 مليار ديونا أى أن حجم الاحتياطى لا يغطى ربع ولا خمس الدين والمشكلة فى مصر أنه المفروض فى حالة أخذ قروض من دول أخرى لابد من استثمارها ولكن ما يحدث هو أن الحكومة تضع تلك القروض فى عجز الموازنة وهذه المشكلة المفروض أن نستثمر تلك القروض لنسد ما علينا من ديون.
- وما توقعاتك لقرض صندوق النقد الدولى ؟
أتوقع عدم اتمامه طبعا لأن الحكومة لدينا تتحدى العالم بالتعديل الوزارى الأخير والذى كان من أقوى نتائجه تخفيض الجدارة الائتمانية وذلك كان أبلغ رد على اختيار وزير استثمار يعمل مندوب مبيعات فى فودافون وعنده 35 سنة طبعا كان من الضرورى أن يتأجل موعد صندوق النقد الدولى لأجل غير مسمى وأنا على يقين أن القرض لن يتم حتى لو وقفوا على أيديهم ، دليل آخر على تخبط الحكومة كان واضحا فى الإبقاء على وزيرى الإعلام والداخلية رغم رفضهما من قبل المجتمع كله وبذلك فإن الرئيس يصر على إغراق مصر فى همومها وكوارثها.
- وماذا عن مشروع مستقبل مصر الذى يتبناه حزب الدستور هل هناك خطوات تم اتخاذها ؟
يقدم هذا المشروع برنامجا تنمويا يهدف لتحقيق نهضة حقيقية شاملة مبنية على مبادئ 25 يناير حيث يشمل الباب الأول عشرة مبادئ فى النواحى الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، الباب الثانى يشمل دراسات موضوعية لجميع القطاعات تشمل أوراق عمل مفصلة لكل قطاع من أجل تنميته وقد أشرف على المشروع د.محمد البرادعى وقام على العمل به خيرة شباب مصر وظل حبيس الأدراج خلال الفترة الانتقالية ولكن آن الأوان لتطبيقه.