رحيل «وزير عدل الكنيسة».. الحرب على الأنبا بيشوي «حيا وميتا»
توفى الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى، رئيس دير القديسة دميانة، مساء أمس، إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 76 عاما، ويدفن غدا الخميس في دير القديسة دميانة بعد الصلاة على جثمانه بحضور 4 أساقفة.
المطران المولود قبل 76 عاما في مدينة المنصورة، ينتمي إلى عائلة القديس سيدهم بشاي، توفى والده وهو في سن الرابعة من عمره، وتولى عمه «ألفونس نقولا» تربيته ورعايته بدمياط.
«الموت».. نهاية طبيعية للحياة، وبالنسبة للمسيحيين «الموت ربح»، لكن الغريب في وفاة الأنبا بيشوي، حالة «الشماتة» التي طفحت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو انعكاس للآية «من فضلة القلب يتكلم اللسان»، خاصة أن مطران دمياط رحل ولم يعد موجودا.
حالة «الشماتة» التي تملكت البعض، بعد انتشار خبر الوفاة، لم يذيل أثرها إلا مشهد الحزن الذي سيطر على كثيرين من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بخاصة المحبون للبابا الراحل شنودة الثالث، حيث أن المطران «فيه من ريحة الحبايب».
«الكراهية» المدفونة في قلوب البعض لمطران دمياط، يمكن أن تكون نتيجة لحدة أظهرها في تعاملاته، خاصة فيما يتعلق بالإيمان الأرثوذكسي، يعتبر هو أحد أبطال الإيمان في الكنيسة الأرثوذكسية، الرجل الذي لم يجامل أبدا على حساب تعاليم آمن بها، كان يجاهر بالحقائق.
دأب الأنبا بيشوي، على التصدى لكل الهرطقات التي ظهرت طوال حياته، وساعده في ذلك تعمقه في «علم اللاهوت» بفروعه، ودرس أقوال الآباء، «تعصب» الأنبا بيشوي لإيمانه، - إذا جاز اعتبار الإيمان تعصب-، لا يعيبه، لأن هذا هو ما تسلمه من آباء كنيسته.
صراحة الأنبا بيشوي، شكلت ضده جبهة عدائية، حاولت مرارا تشويه صورته، «فلحت» المحاولات مرات، وفشلت كثيرا، لكن «الصدام» سنة الحياة.
الأنبا بيشوى عرف بـ«وزير عدل الكنيسة»، بعد أن كان يشغل منصب رئيس لجنة محاكمة الكهنة، ويزداد تسليط الضوء عليه كلما كثرت المحاكمات الكنسية، حتى أطلق عليه البعض لقب «الرجل الحديدي» داخل الكنيسة.
حجة الأنبا بيشوي القوية في القضايا اللاهوتية، والتي كان يخوضها بتكليف من البابا شنودة الثالث، جعلت البطريرك الراحل يلقبه بـ«شمشون الكنيسة».
وجهت للأنبا بيشوي، اتهامات كثيرة، وشائعات استهدفت النيل من شخصه، خاصة بعد إقصائه من منصب سكرتيرة المجمع المقدس، الذي ظل فيه لمدة 27 عاما، وهو ما جعله طوال تلك الفترة أحد صناع القرار في الكنيسة.
اعتبر البعض أن كتاب «25 شمعة مضيئة»، الذي أصدرته مطرانية دمياط في ذكرى رسامته أسقفا عليها، حالة من التضخم أو بحسب المجتمع الكنسي «المجد الباطل»، وهو ما نفاه مقربون في روايات خرجت بعد رحيله.
الأنبا بيشوي، واجه العديد من الاتهامات، التي تخرج من منطقة «الشائعات»، قبل رحيله بقليل، حيث أن الرافضين لأفكاره، ويرون فيه «سلفي الكنيسة»، كانوا دائما ما يتهمونه بالوقوف وراء الحملات التي يتعرض لها قداسة البابا تواضروس الثاني، على خلفية ما يثار حول الوحدة مع الكنائس الأخرى، وأي تطلعات خاصة بمستقبل الكنيسة الأرثوذكسية، وأبرزها التعليمية.
واجه أيضا الأنبا بيشوي، تهمة كراهيته للمرأة، بعد تصريحاته الخاصة بملابس المرأة المسيحية، والتي طالب فيها بـ«الحشمة»، رغم أنه أعاد الحياة للمكرسات في دير القديسة دميانة.
في كل أزمة كان هناك من يصر على الزج باسم «الأنبا بيشوي»، فيها، حتى وصل الأمر أن زج باسمه في قضية مقتل «الأنبا ابيفانيوس»، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، إلى أن استبعدت ذلك تحقيقات النيابة.
لم يسلم الأنبا بيشوي من سهام الكارهين حتى بعد رحيله، وجيش نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ضده، لذكر مواقف اعتبروها هم دون غيرهم، «تطرفا»، وخرج مريدوه ليردوا بذكر محاسن المطران الراحل، ليتحول «فيس بوك»، ساحة للمبارزة بين محبين ومختلفين.