لا تغضب يا وزير الطيران
الطيران المدني في اختبار بالغ الأهمية والتأثير، لأنه يمس مصيره ومستقبل كل الأنشطة التابعة له.. ولعل ما يميز هذا الاختبار أن أول من يخوضه في إصرار وتحدٍ وعزم هو رجل له تاريخ وقدرات خاصة، يتميز بالثقة بالنفس والكفاءة وعشق المواجهة والانتصار في كل المواجهات التي يخوضها، هو الفريق يونس المصري وزير الطيران المدني الذي تولي مسئولية هذا القطاع الحيوي في ظروف في غاية الصعوبة، وفي حاجة لمعجزة من أجل استعادة التاريخ والريادة والوصول إلى العالمية..
وهذا أمر ليس بالصعب ولكن بالعزيمة والعمل الدءوب يتحقق ما يعتقده الآخرون مستحيلًا.. الوزير لا بد أن يوقن أنه ليس بعيدًا عن النقد الهادف، وعليه ألا يغضب أو يحزن أو يفتر حماسه، مادام واثقا في قدراته، ومما يفعل، وعليه أن يواجه العواصف والتيارات التي تنطلق بقصد أو بدون قصد..
أزعم أنني متابع لشئون الطيران المدني منذ ٣٥ عامًا كاملة، وأدرك نجاحاته ومحطات أزماته التي مر بها، لكن في هذه الفترة أدرك أن الفترة القادمة قد تشهد تميزًا عن الفترات السابقة، بعد أن هبت رياح التغيير عليه، وتولي قيادات جديدة بعد الإطاحة بالآخرين، الذين كنا نتعجب ونضرب كفوفنا على كفوف البعض، ونحن نرى المناصب التي تولوها بدون حق وليسوا أهلًا لها، فكان طبيعيًا أن تكون النتائج مخيبة للآمال..
لقد قام الوزير بثورة إدارية لترتيب البيت من الداخل، واستعان بالخبرات من الخارج، وهو دائم المرور على كل الأنشطة، ومتابعة تنفيذ سياسته متابعة دقيقة وفعالة، لاسيما أنه حدد خارطة طريق لكل الأنشطة التابعة للوزارة، واهتم بضرورة تصحيح المسار وتطوير المطارات والنهوض بالشركة الوطنية والرعاية الصحية للعاملين، والعدالة الاجتماعية في الأجور..
وهذا لن يتأتى إلا بتغيير الصورة في كل الشركات، وإسناد تلك المهمة لخبراء ومتخصصين أكفاء لا من اتخذوا مكاتبهم استراحات، وللأسف ما زال هناك نوعية من هؤلاء يتمتعون بالمناصب سواء في رئاسة الشركات أو القطاعات، وحان وقت الإطاحة بهم من أجل المصلحة العامة.. على العموم رياح التغيير مستمرة، ودوام المناصب أمر مستحيل لأنها لا تدوم لأحد.. والمسئول الذي يعتقد أنه باق، واهم فوجوده مرتبط بما يحققه من نجاحات.