رئيس التحرير
عصام كامل

جلال الدين الحمامصى يكتب: بين الأزمة وتعدد الزوجات

جلال الدين الحمامصى
جلال الدين الحمامصى

في مجلة الإذاعة عام 1955 كتب الصحفى جلال الدين الحمامصى مقالا قال فيه:
في حديث صحفى لفضيلة شيخ الأزهر.. تكلم عن تعدد الزوجات كلاما أغضب السيدات، وحفز الجمعيات النسائية على إصدار البيانات وانتقاد هذا الكلام الذي قاله فضيلة شيخ الأزهر.


وشيخ الأزهر لم يخرج في حديثه عما أتى به الدين، لأن دين الإسلام أباح تعدد الزوجات بعد أن شرط لذلك شروطا دقيقا.

والرجال ـــ كل الرجال ـــ يعرفون جيدا أنهم أصحاب حق في أربع زوجات.. وهم إذن ليسوا في انتظار من يتحدث إليهم عن تعدد الزوجات لينطلق كل منهم في طريقه باحثا عن الأربع زوجات.

إننا نعرف جيدا أن الدين أعطى لنا هذا الحق وبقيود، ومع هذا فمن من الرجال ــــ ودعنا من الحديث عن الشجعان الذين تزوجوا أربع زوجات فعلا فإنهم قلة ـــ أقول مَن مِن الرجال يفكر في أن يقدم على الزواج من اثنتين ـــ لا من أربع ــــ وأمامه من مشكلات العائلة الواحدة ما تنوء به الجبال.

بل أمامنا مشكلة أخرى تهدم فكرة الإقبال على تعدد الزوجات، وأقصد بها أزمة الزواج.. هذه الأزمة الناشئة عن مطالب الحياة، ومطالب الزواج، وهى أزمة ليست من السهولة بحيث نغفل أمر دراستها ومحاولة تذليل أسبابها... وهو ما يجب أن تبذله الجمعيات النسائية، بدلا من محاولة إثارة الثائرة حول تعدد الزوجات، وهو أمر تجبرنا ظروفنا وأحوالنا وطاقتنا على عدم قبوله وتنفيذه.

يجب أن تعرف الفتاة المصرية أن الزواج والكفاح لفظان لمعنى واحد، وأن الزوجية السعيدة يجب أن تقوم على كفاح الزوجة جنبا إلى جنب مع زوجها لكى يبنيا عش الزوجية على أساس من الكفاح والثقة والشركة التي لا تنفصم.

هذه هي المشكلة التي نواجهها والتي يجب أن نركز حولها كل الأضواء وكل محاولات التدليل.

أتمنى أن نفكر ونضع مشكلاتنا في الترتيب حسب أهميتها، فهذا أولى من أن نترك المفيد لنتكلم فيما لا جدوى منه.
الجريدة الرسمية