كبار السن بدمياط يروون معاناة صرف المعاشات ( صور)
معاناة شديدة يعيشها المسنون كل شهر، حتى بات يوم صرف المعاشات أكبر همهم، تساؤلات عديدة تدور بأذهانهم أهمها، متى أنصرف من هذا المكان، في صباح أول أيام الشهر يتستقبل مركز شباب إستاد دمياط المئات من كبار السن والأرامل والمطلقات لصرف معاشاتهم، لتبدأ رحلة شاقة بمكان غير مجز، ولن يتم تجهيزه بعد لاستقبال هذه الحالات.
يتوافد المئات من كبار السن يجدون طوابير كثيرة، وأمام ساعات الانتظار التي قد تصل إلى نصف اليوم لم يجد أي منهم مقعدا واحدًا، لتكون الأرصفة هي المتاع الوحيد أمامهم إذا أرادوا الراحة لحين قدوم دورهم.
اعتادوا أيضًا على تأخر صرف المعاشات، والسبب أعطال فنية، لتمتد ساعات المعاناة حتى يمل عدد كبير منهم، مفضلًا العودة إلى منزله دون صرف المعاش، على أمل أن يكون هناك فرصة أفضل لصرف معاشه في قادم الأيام.
تجولت "فيتو" اليوم لنرصد كيف يتحمل كبار السن هذه المشقة شهريًا، نقلت معانتهم وشكواهم لمن يهمه الأمر بسرعة تبديل الحال، رحمة بهم، وكانت تلك هي شكواهم.
"الموظفين بيعامولنا وحش، ومفيش كرسى نقعد عليه"، بتلك الجملة بدأ عم سيد حديثه لنا، قائلًا إنه يأتي شهريًا منذ الصباح الباكر، ولن ينصرف إلا في وقت الظهيرة، لافتًا إلى أن معاملة بعض الموظفين لا تليق بفارق السن أو مهامه الوظيفية، مطالبًا تدخل مسؤلي المحافظة لتوفير سبيل للحصول على معاشات كبار السن دون عناء.
وأكد عم محمد أنه لم يعد محبًا للقدوم إلى هذا المكان، لافتًا إلى أن ما يراه في هذا اليوم كفيلًا حتى يعود منزله محملًا بالمتاعب الجسدية التي تحتاج إلى صرف مبلغ أكبر من قيمة معاشه عند الأطباء، موضحًا أن عدم توفير استراحات أمر شاق للغاية، لينهي كلماته لنا واصفا رحلته هذه قائلًا: "ده جحيم مش بنصرف معاش".
وطالبت أم عبده بضرورة توفير الراحة لراغبي صرف المعاشات، مؤكدة أنها تعاني من مرض بالعظام، وتخوض تلك الرحلة الشاقة من أجل توفير بعض الأدوية فقط عقب صرف المعاش، مؤكدة أن ما تراه في هذا اليوم من التعب والإجهاد أكبر من المبلغ الذي ستحصل عليه.
كانت تلك الجولة البسيطة بين كبار السن بدمياط راغبي الحصول على المعاش، والذين ظلوا منتظرين قدوم موظف المعاشات لنصف ساعة، حتى يتفاجؤا بعطل فني أخرهم لساعات أخرى، وكان رد موظفي المعاشات أنهم يعملون وفق الإمكانيات المتاحة أمامهم، وأن تلك الأعطال غالبًا ما تحدث بسبب الضغط الذي يحدث خلال أول أيام الشهر.