رئيس التحرير
عصام كامل

الفتنة تستيقظ.. اخمدوها


"الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، ما يحدث على الساحة الرياضية هذه الأيام يجعلني أدعو الجميع إلى قراءة الفاتحة على الرياضة المصرية، بعد أن تحولت إلى ساحة حرب.. خلافات وأزمات لا تنتهي بعد أن غَلبت المصالح الشخصية على المصلحة العامة.. أعتقد أن تجربة الاستثمار الرياضي في مصر تعد تجربة محترمة تحتاج فقط إلى عدة ضوابط حتى لا تشتعل النيران، كما حدث في سوق اللاعبين وتحول اللاعبين من أنصاف اللبة إلى نمور تطالب أنديتهم بالملايين من أجل الاستغناء عنهم..


فالدوري المصري بشهادة كل النقاد الرياضيين لا يوجد به لاعب يستحق 10 ملايين جنيه، واليوم بسبب تطبيق الاستثمار الرياضي خطأ وجدنا لاعبين تصل أسعارهم إلى 100 مليون جنيه وأكثر، وهي أرقام خيالية قد تؤدي إلى اندثار الأندية الشعبية بسبب عدم قدرتها على شراء اللاعبين، فتتحول الساحة الرياضية إلى حرب..

كل هذه الأمور سببها أخطاء في قانون الرياضة تحتاج إلى المزيد من المراجعة، لكن أن تتحول الساحة الرياضية إلى ساحة للفتن ومحاولات للوقيعة بين جماهير الأندية الشعبية لتحدث الكارثة فهو أمر غير مقبول بالمرة، ويجب محاكمة كل من يحاول إشعال هذه الفتنة، فقد عانينا كثيرا بعد أحداث بورسعيد وما زلنا ندفع الثمن حتى الآن.

لذا لا بد من تدخل فوري وسريع بمعاقبة كل من يحاول إشعال الفتنة، لا بد أن يكون هناك دور لمجلس النواب ولوزارة الشباب والرياضة ولكل مسئول في مصر لوقف هذه المهازل، نحن ضد السباب والشتائم التي تدخل بيوتنا ويسمعها أولادنا من جراء متابعتهم للأحداث الرياضية سواء من الجمهور أو من رؤساء الأندية أو من الإعلاميين، هل وصل بنا الحال لأن يقوم أحد في مداخلة تليفونية لبرنامج رياضي بمطالبة الرئيس السيسي بالتدخل، لأن الحكم لم يحتسب ضربة جزاء لفريقه؟

من يوافق على هذا الكلام؟ فهل يجرؤ أحد أن يفعل ذلك خارج مصر؟!

الأمر تخطى الحد، عندما نجد تغريدات تهدف إلى إشعال نار الفتنة بين جمهور الأهلي والزمالك ونجد أحد البرامج الرياضية على قناة رياضية تسكب الزيت على النار لتشتعل المدرجات حربا بين الأهلي والزمالك، هذا غير مقبول، وأيضا مرفوض أن تتحول المدرجات لساحة شتائم للشخصيات العامة..

لا بد أن تتوقف هذه المهزلة وأن يأمر النائب العام بالتحقيق الفوري في هذه المهزلة وتحويل الجميع للتحقيق.. فمصر أكبر من هرتلة هؤلاء والشارع المصري أبدا لن يرضى بهذه المهازل التي تؤجج نار الفتنة.. أين الحكماء وأين قادة الرأي فنحن على حافة هاوية من جراء ما يحدث فليذهب كل من يدعو للوقيعة إلى الجحيم، أعتقد أن ما نحن فيه لا يقل خطورة مما كان يحدث عقب ثورة 30 يونيو من محاولات الوقيعة وزرع الفتن بين المصريين ولا بد أن تتدخل الدولة وتضرب بيد من حديد على رأس كل من يحاول نشر الفوضى في مصر.

على أية حال مصر أكبر من كل هذه الصغائر، ولا بد أن يعي جمهور كرة القدم أن الرياضة هدفها المنافسات وتهذيب النفوس.. ولا بد أن يعي جمهور الكبيرين الأهلي والزمالك هذه الكلمات، وأن مصريتنا جميعًا أهم من هذه الأمور.. وأدعو الجميع إلى التكاتف من أجل عبور المحنة فمصر بدأت تضع قدمها على الطريق السليم اقتصاديا وتشهد نهضة كبيرة يرفض الجميع أي محاولات لإيقاف هذه النهضة.
الجريدة الرسمية