رئيس التحرير
عصام كامل

مصر والفخ الأمريكي!


بدون مقدمات وبشكل مباشر التحالف الإستراتيجي الذي تسعى الإدارة الأمريكية لإقامته بين أمريكا ودوّل الخليج ومعها الاْردن ومصر هو بمثابة فخ كبير، إذا كان هذا التحالف الإستراتيجي موجها أساسا ضد إيران، وإذا كان له طابع عسكري، وبالتالى يرتب التزامات عسكرية علينا تورطنا في صراعات عسكرية تستنزف قوتنا واقتصادنا، خاصة ونحن نتبنى سياسة الحل السياسي لكل النزاعات والأزمات، حتى النزاعات العربية- العربية.


حتى الآن كل التصريحات التي تخرج من واشنطن من مسئولين أمريكيين تتحدث عن مشاورات ومفاوضات حول هذا التحالف الإستراتيجي، ولم تفصح بعد عن طبيعته ودوره ومهامه، بل إن هناك معلومات تفيد أنه لم يتم الاتفاق بعد على ذلك كله، رغم الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية لدول الخليج والأردن ومصر وقائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والاجتماع الآخر الذي عقدوه مع وزير الخارجية الأمريكى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة..

والذي قال الأمريكان إنه تم البحث فيه عقد قمة لهذه الدول في أمريكا في غصون ثلاثة أو أربعة أشهر، وهى نفس المهلة التي حددها ترامب لإعلان خطته لتسوية المشكلة الفلسطينية، أو بالأصح تصفيتها.

وهذا الاقتراح الأمريكى فخ كبير لنا يحتاج للحكمة، وأيضًا اليقظة لتفادى الوقوع فيه، لأن القبول به يورطنا في عمل يهدد أمنا القومى، بالانخراط في نزاعات وصراعات عسكرية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وتخدم فقط المصالح الأمريكية، بينما الرفض لن يغضب واشنطن وحدها وإنما قد يلقى بتداعياته السلبية على علاقاتنا مع الأشقاء في الخليج..

لذلك فإن الأمر يحتاج مناقشة صريحة وهادئة مع هؤلاء الأشقاء أولا، حتى لا يتورطوا هم أيضا في صراعات عسكرية جديدة، وكفاهم الصراع الحالى في اليمن، وما تحملوه من قبل في الصراع السورى.. ويمكن أن نبدأ هذه المناقشة بشكل ثنائى مع الأردن، ثم مع الكويت، ثم مع الإمارات، وبعدها السعودية، ويمكن فيما بعد أن تكون بشكل جماعى من خلال قمة عربية مصغرة تضم مصر والأردن مع دول الخليج باستثناء قطر بالطبع.. وحمى الله مصر.
الجريدة الرسمية