رئيس التحرير
عصام كامل

مركز المسنين بجامعة القاهرة.. «خيمة سعادة بلا دعم» (صور)

فيتو

في زاوية يسكنها الهدوء، وعلى بُعد خطوات من مبنى كلية الآثار جامعة القاهرة، يمكث مبنى صغير، يتميز بالسكون، لن يلتفت إليه الكثير من المارين، ولا يعرفه إلا القليل، وسطوُر قليلة تكشف هويته، بعام 1998، تقدم الدكتور سيد سيف الدين حسين، أستاذ طب العيون، طلب لإدارة جامعة القاهرة، لإنشاء مركز قومي للمسنين، للتعامل معهم بناء على قواعد علمية ومنهجية لا يقتصر على دور رعاية المسنين فقط، وإنما يقدم لهم خدمات شتى، ورغم أهمية المركز وأهمية الخدمات التي يقدمها للمسنين وكبار السن، إلا أنه لا يحظى باهتمام كبير، وأصبح مغمورًا بين معالم جامعة القاهرة.


أكثر من 9000 مسن، يتكفل بيهم المركز، ليسوا مقيمين بالمركز لعدم توافر أماكن للسكن لنقص الدعم المادي، ولكن المركز يتكفل بهم تمامًا من الناحية المادية والمعنوية، فيقدم العضو المسن على طلب الاشتراك، ويحصل فورًا على العضوية مقابل 50 جنيهًا، ليتكفل به المركز، أما عن المركز، فتعاقد مع مجموعة من مراكز التحاليل والأشعة، لإعطاء تخفيضات للأعضاء بنسب تتراوح بين 40 و60 %، كذلك اتفاقيات مع صيدليات عديدة، ونواد للترفيه عن الأعضاء.


مع مطلع كل شهر، يستيقظ كبار السن الأعضاء، على رسالة الشهر المبهجة، يوم التجمع والترفيه، فيؤسس المركز مع بداية كل شهر يوم للتخفيف عن المسنين، ويجتمع بهم ليتبادلوا الحديث سويًا، ويشاركوا بعضهم أوقاتهم السعيدة، كذلك يحضرون محاضرات وندوات تثقيفية من أساتذة متخصصين في جميع المجالات الطبية والسياسية والغذائية والنفسية والرياضية، أما عن الشباب بكليات التربية الرياضية من شتى الجامعات، فيجتمعون مع المسنين بنفس اليوم، ليمارسوا معهم الرياضة للمحافظة على صحتهم ونشاطهم، ويشارك أحيانًا خبراء العلاج النفسي بالموسيقى.

بداية كان لمركز المسنين يستقبل الأعضاء، من سن الأربعين، ولكن بعد ذلك وجد الإداريين، أن بعض الأعضاء يريدون أن يكون أبناؤهم وأحفادهم في أيام الترفيه والإحتفالات والرحلات الأسرية، فأصبحت العضوية ليست مرتبطة بسن فيمكن قبول أعضاء أطفال ولكن يشترط أن يكون مع الطفل مسن كبير السن، لم يضع المركز أي شروط لقبول الأعضاء بعد الآن، لأنه قطاع لخدمة شئون المجتمع والبيئة، فلديهم لوائح داخلية تحافظ على شكل وشخصية العضو، فبعض الأحيان يقوم أي عضو بأى مشكلة تؤدى إلى قطع الخدمات من المرافق العامة عن بقية الأعضاء، لذا هناك شروط يجب أن يتبعها العضو الذي ينتمي للمركز، حتى لا يخل بالشكل العام لجامعة القاهرة.

كأي مؤسسة خيرية، يواجه مركز جامعة القاهرة للمسنين أزمات، أهمهم الدعم المادي، فالاشتراك السنوى للعضو 50 جنيها، وهو مبلغ ضئيل جدا لتقديم خدمات بمستوى عادل، ولأن الوحدة تعتبر قطاع خاص، لا تمولها الجامعة بشكل كبير، وقدمت الجامعة الدعم في الاحتفالات التي يقيمها المركز بتوفير دروع التكريم للحاضرين، أي تدعم في أوقات معينة من العام، وليس بشكل دائم، فالمركز هدفه ليس تقديم خدمات تقليدية وإنما يسعى للوصول إلى المسنين في منازلهم لتقديم الخدمات أيضا لنقدم لهم رعاية مادية وصحية، ولا يوجد ميزانية ثابتة له، فكل ما ينقصهم للتساوي مع أي مركز قوى هو الدعم المادي.
الجريدة الرسمية