رئيس التحرير
عصام كامل

دماء وأعراض على ورق إلكتروني!


زلزال فضائي إلكتروني تعرض له مليار نسمة هم شعب فيس بوك صباح أول أمس الجمعة، مليار مُدمن في مملكة الوهم الحقيقي والحقيقة الوهمية استقظوا ليعرفوا أن خمسين مليونا منهم تمت سرقة حساباتهم الشخصية على فيس بوك، خمسون مليون حساب لخمسين مليون شخص أو أقل لو اعتبرنا أن منهم من له حسابان مثلا، يعني أن هؤلاء يساوون تعداد سكان دولة بأكملها في أي مكان من العالم.


كل واحد وجد العبارة التالية (الجلسة انتهت.، اخرج وادخل تاني)، خرجنا أو أخرجنا، ومعظمنا كان أصلا نسي الباسورد الخاص به، فمضى يبحث وينقب ويقلب، حتى مارك زوكربيرج وحتى مديرة عمليات فيس بوك تعرض حساباهما للسرقة، مؤسسة فيس بوك أعلنت النبأ المخيف صباح أمس، لكن الكارثة وقعت يوم 25 سبتمبر، أي يوم الثلاثاء.

كثيرون استهانوا بما وقع، والسكين سارقاهم حتى يروا الدم يسيل من دفاتر أسرارهم، وكثيرون بدأوا يتساءلون عن مدى أهمية وخطورة ما قد يعثر عليه قراصنة البيانات والمعلومات.

حتى الآن لا يعرف المسئولون في الشركة من هم القراصنة ولا حددوا موقعهم أو مواقعهم، ولا عرفوا هل أساء المهاجمون استخدام البيانات بعد أم لا؟ ولا عرفت الشركة هل هناك أشخاص بعينهم مستهدفون؟.. لكن وكما قال مسئولون فيها، فإن المسح الأولى للكارثة يظهر أن العملية ضخمة بطبيعتها.

بالطبع، يذكر العالم كله الموقف العصيب الذي تعرض له الشاب مارك الرئيس التنفيذي أثناء مساءلته أمام الكونجرس الأمريكي عن مدى تأمين وحماية بيانات المستخدمين، ويومها اعترف أنه لا توجد ضمانة لصون الأسرار، وكان مارك زوكربرج موضع استجواب بسبب من بيع أسرار وحسابات ٨٣ مليون شخص لشركة معلومات مقرها بريطانيا تعمل في التسويق الانتخابي للمرشحين!

سمعة فيس بوك تلطخت إذن مرتين في أقل من بضعة أشهر، ونزلت القيمة السوقية لأسهم الشركة وخسر مارك زوكربيرج مليارات في دقائق.

يجب أن نقول أيضا إن ليس كل من طلب منه الخروج وإعادة الدخول قد انتهك حسابه، وتم التفتيش تحت ملابسه!.. هو إجراء اتخذته الشركة لإعادة تأمين الحسابات، وكانت عصابة سرقة المعلومات دخلت على أكواد الدخول الرقمية من خلال خاصية view as التي تجعلك ترى حسابك كما يظهر لغير أصدقائك.. لكن الشركة قالت أيضا إن الحسابات تهكرت معظمها بسبب استخدام حساب فيس بوك للدخول على تطبيقات أخرى، وكثيرا ما نفعل هذا لأننا نستسهل الأمر بدلا من إنشاء account جديد خاص بالتطبيق الذي نريده مثل soundcloud وغيره.

في النهاية لا بد من الإقرار بالحتمية المعلوماتية، وهي أنه لم يعد يوجد ما يسمى بالسر.. لأن كل شيء (انكشف وبان) على رأي عمنا الكبير عبد المنعم مدبولي رحمه الله فعلا مما نراه. القادم أسوأ وأسود في عالم الشفافية التكنولوجية... والخائف يدخل الكهف أو يرعى الإبل!

في عالم الفضاء الإلكتروني أنت كما ولدتك أمك.. عفريت يصعب صرفه حقا!
الجريدة الرسمية