«ضحايا لقمة العيش».. 5 وفيات و9 مصابات في سقوط جرار في ترعة بالشرقية.. مصابة: المعجزة الإلهية أنقذتني.. والد إحداهن: «قلبي وقع في رجلي».. والمحافظ يقدم العزاء ويستمع لمطالب أهالي ا
بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تواجه أسرهن أو أزواجهن، اضطررن للخروج إلى العمل في الحقول بأجور بسيطة لتأمين شيء من احتياجاتهن، ومن أجل توفير مصاريف الدراسة لأبنائهن مقابل إرهاق ومجهود جسدي نتيجة العمل الشاق الذي يبذلونه تحت أشعة الشمس الحارقة.
لم تكن «ضحايا لقمة العيش»، في مركز ديرب نجم بالشرقية، وهن "نجاح" و"بشرى" و"منال" و"هنية" و"هيام" يعلمن أنهن لن يعودن مرة أخرى إلى منازلهن، وأن الجرار الزراعي الذي يستقلونه سيكون السبب في نهاية حياتهن، وعودتهن إلى أسرهن جثثا هامدة.
لم يمهلهن القدر واغتال فرحتهن، عقب انقلاب الجرار في إحدى الترع، ليتم انتشالهن جثثا هامدة، فيما تم نقل زملائهن المصابات إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
تفاصيل الحادث
بالدموع، تروي إحدى المصابات اللاتي انقلب بهن الجرار الزراعي في مصرف "السمنة" بقرية تل القاضي بمركز ديرب بالشرقية نجم ملابسات الحادث، قائلة: "خرجنا من بيوتنا في الصباح الباكر قاصدين لقمة العيش؛ لأننا نعمل في الأراضي الزراعية بالأجرة، وهذا موسم القطن ونحن نقوم بجمعه باليومية، جمعنا بعضنا وكان صاحب الجرار في انتظارنا ركبنا المقطورة المتصلة بالجرار وانطلق بنا، وفجأة مال الجرار بنا وكأن شيئا ما دفعه فانقلب الجرار بنا داخل المصرف".
وأضاف: "كان كل شخص فينا يبحث عن القشة التي تنقذه من الغرق، رأينا الموت بأعيننا، وكل ما دار بذهني آنذاك، شريط يعرض صور أولادي وزوجي وذكرياتي، ما دار بذهني أنني سأفارق الحياة دون أن أودع فلذات كبدي فمن أجلهم ومن أجل تربيتهم تركتهم صغارا لجني المال ولكسب لقمة العيش".
وأضافت: "حاولت بقدر الإمكان إخراج رأسي متمسكة بجوانب المقطورة لألتقط أنفاسي، وبينما نحن نصارع الموت كنا نردد «يا رب»، ووجدنا جرارا كبيرا يشبه الكراكة ومن حوله جميع أهل البلدة انتزعونا بالمقطورة من المياه وأنقذوا أرواحنا".
وتابعت: "قلبي واجعني أوي على صحابي اللي ماتوا أمام عيني، لا أستطيع أن أنسى الموقف وهم يغرقون، وما يزيدني وجعا أطفالهن، ٥ ماتوا وكلهم تاركين أطفالا يحتاجون للرعاية، جميعنا أقارب وجيران وأهل".
واستطردت: "المعجزة الإلهية أنقذتني.. بشكر الله الذي أنقذني من أجل أطفالي، وربنا يصبرنا ويرحم من ماتوا".
من جانبه، قال الحاج محمد، والد إحدى المصابات: "كنا قاعدين في أمان الله وفجأة سمعنا ميكرفون المسجد بيذيع عن انقلاب الجرار بالعاملين اللي عليه وهم في طريقهم لجمع القطن من إحدى الأراضي الزراعية بشمبارا، سمعت الخبر من هنا قلبي وقع في رجلي".
وأضاف: "أسرعنا جميعا إلى مكان الحادث للاطمئنان على أفراد عائلتي فجميعهم أقارب ومن نفس العائلة، ذهبنا لمكان الحادث وكان قد تم نقل المصابين لمستشفى ديرب نجم المركزي، فتوجهنا إلى المستشفى وصدمت بخبر وفاة الـ٥ حالات ولكنني بشكر الله أنه أنقذ ابنتي، وربنا يصبرنا على فراق من فارقونا من الأهل والجيران".
وكان اللواء محمد والي مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الشرقية تلقى بلاغا اليوم بانقلاب جرار زراعي بمقطورة بمصرف بقرية تل القاضي التابعة لدائرة مركز ديرب نجم ما أسفر عن مصرع 5 فتيات من عمال اليومية وهن "نجاح. إ.م" و"بشرى.س.ي" و"منال.س.م" و"هنية.ب.ع" و"هيام.س.أ" فيما أصيبت 9 فتيات أخريات بجروح وكسور وكدمات.
وانتهت النيابة العامة بإشراف المستشار محمد القاضى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية من مناظرة الجثث داخل المستشفى والتصريح بالدفن عقب التأكد من عدم وجود شبهة جنائية.
من جانبه، أدى الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، وبرفقته حامد هبيلة السكرتير العام المساعد، واجب العزاء والمواساة لأسر ضحايا حادث انقلاب جرار زراعي.
واستمع المحافظ لمطالب أسر الضحايا والمصابين واتصل بالجهات المعنية لتلبيتها فورًا وقال: "لن تدخر المحافظة جهدًا في مساعدة أسر الضحايا لتخفيف معاناتهم".
واطمئن محافظ الشرقية على الحالة الصحية للمصابين وأوصى بضرورة تقديم كافة أوجه الرعاية الصحية والعلاجية لهم، مشددًا على عدم مغادرتهم المستشفى إلا بعد تماثلهم للشفاء.
وكلف المحافظ رئيس مركز ومدينة ديرب نجم بالاستماع لمطالب أهالي القرية والعمل على حلها فورًا وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
يشار إلى أن مركز ديرب نجم شهد منذ أسبوعين تقريبا كارثة ماكينات الغسيل الكلوي والتي شغلت الرأى العام وراح ضحيتها كل من: "فردوس عبد الله أحمد من قرية منشية صهبرة، وصبحي عبد الحي على من قرية الصويني، وسلام محمد إبراهيم مقيم بكفر الحاج أحمد وهبة محمد طنطاوى"، بالإضافة إلى دخول 13 مريضا في غيبوبة.