رئيس التحرير
عصام كامل

العائدون من إدلب.. إرهاب يتمدد من سيناء إلى أفغانستان

فيتو

لا تنتهي معارك التحرير داخل سوريا والعراق عند نقطة إعلان هزيمة الإرهابيين، بل إن الحرب الحقيقية تبدأ بعد انتهاء المعركة على الأرض وظهور تساؤلات حول وجهة الإرهابيين الفارين من المناطق المحررة، فهل سيعودون إلى بلادهم الأصلية ليتحولوا إلى عناصر تنفذ هجمات الذئاب المنفردة الإرهابية، أم سيبحثوا عن مناطق صراع أخرى بدول الجوار يتوجهون إليها لتأزيم الأوضاع بها.


معركة إدلب
بدأت خطة تحرير إدلب السورية قبل نحو شهرين عندما أعلن الجيش السوري إرسال تعزيزات كبيرة إلى أطراف المحافظة التي تعتبر آخر معاقل الإرهابيين داخل سوريا.

ونفذ الجيش السوري مجموعة من الطلعات الجوية منذ ذلك الحين وحتى الآن ملقيا منشورات على المتطرفين يطالبهم بالاستسلام.

وبديلا عن العملية العسكرية في إدلب، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يتم يموجبه إنشاء منطقة منزوعة السلاح هناك تدخل حيز التنفيذ في 15 أكتوبر تهدف إلى إنشاء حد فاصل بين القوات السورية من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

وسيتعين على "جميع فصائل المعارضة" إخلاء المنطقة من السلاح الثقيل بحلول العاشر من أكتوبر، كما سيتعين على فصائل المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة الانسحاب من المنطقة، على أن تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية على المنطقة منزوعة السلاح.

مخاوف أردوغان
تقع إدلب في منطقة محاذية لتركيا ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما يمثل لتركيا قلقا يربك مضجع رئيسها رجب طيب أردوغان خوفا من انتقال الإرهابيين من داخل إدلب إلى داخل تركيا عبر طرق غير مشروعة مما يصعد حدة الهجمات الإرهابية داخل تركيا التي تعاني في الأساس اضطرابات داخلية وهجمات إرهابية متكررة جراء تواجد أفراد تنظيم داعش الإرهابي داخلها.

مطالب روسيا
ورغم أن روسيا أحد ذراعي الاتفاق على حل الأزمة في إدلب مع تركيا، إلا أن زعمائها ينتابهم خوف شديد من مصير مقاتلي إدلب، والذين أكد وزير الخارجية سيرجي لافروف رفضه لنقلهم من هناك إلى موقع آخر، مشددا على أهمية تدميرهم أو تقديمهم للمحاكمة.

وأوضح أن مجرد نقلهم لمكان آخر هو أمر غير مقبول ولكن لابد من تدميرهم أو معاقبتهم وتقديمهم للعدالة.

وأشار إلى أن تحديد كيفية القيام بذلك سيتحدد حسب تطور الوضع، معربا عن مخاوفه من هروب هؤلاء الإرهابيين لمناطق حدودية ومنها لبؤر نواع أخرى في المنطقة تتحول إلى مركز جديد لتنفيذ عمليات إرهابي في المنطقة والعالم.

ارتباك المنطقة
إذا تمكنت الخطة الروسية التركية من تحقيق مساعيها، فستصبح منطقة الشرق الأوسط هدفا محتملا للإرهابيين، الذين يضمن لهم الاتفاق الانسحاب من إدلب بأسلحتهم.

أما المخاوف الغربية من وجهة العائدين من ادلب فلم تتوقف عند تركيا وروسيا، بل بلغت المخاوف حدود أفغانستان ومصر مما سينتج عن اخراجهم من ادلب، حيث إنه من المتوقع بنسبة كبيرة أن يتجهون لدول الجوار والدول التي يوجد في داخلها عناصر لتنظيمات إرهابية ينتمون إليها وتملك ذات أفكارهم التكفيرية مثل أفغانستان وتركيا أو إلى مصر التي سبق وتحدث الرئيس رجب طيب أردوغان لانتقال متطرفي تنظيم داعش الإرهابي الفارين من مدينة الرقة السورية إليها.

وبالطبع، فإن ليبيا واليمن ولبنان والعراق تعتبر أرضا شديدة الخصوبة للإرهابيين للتفكير في الانتقال إليها بعد الضغط عليهم ومحاصرتهم للخروج من إدلب وذلك لكون جماعاتهم المتطرفة تملك أذرعا هناك تساعدهم في الاستمرار بتنفيذ جرائمهم الإرهابية وتجنب التعرض للمحاكمة أو الإعدام أو السجن.
الجريدة الرسمية