رئيس التحرير
عصام كامل

لعبة تركيا مع الأكراد


تلعب تركيا لعبة كبرى للتقارب مع الأكراد، بعد أن قامت بخطط استراتيجية اقتصادية، وشرائها حصص النفط من السلطة الإقليمية فى كردستان العراق، وتنظر تركيا إلى شمال العراق على أنه امتداد طبيعى لاقتصاد تركيا.


تشمل خطط تركيا الاستراتيجية أيضا خطط التقارب مع حزب العمال الكردستانى الذى يعد حزبا انفصاليا، مما يشير إلى خطط التحول التى يقودها رئيس الوزراء "رجب طيب أردوجان" وحزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه وفاز فى الانتخابات ثلاث مرات متتالية على الرغم من الاضطراب السياسى فى المنطقة، مما أدى إلى انقلاب الموازين فى الصراع الذى امتد عشرات الأعوام بين تركيا ومواطنيها الأكراد.

وبالتالى يبدو استعداد "أردوجان" للدخول فى محادثات مع حزب العمال الكردستانى، كما خففت أنقرة بعض القيود على الثقافة الكردية وعلى الحقوق السياسية للأكراد، وخاصة أن فوائد السلام مع الأكراد مرغوب فيها فى أنقرة، حيث سيزيد التصالح مع الأكراد من النفوذ السياسى والاقتصادى لتركيا فى المناطق الكردية عبر حدودها، بما فى ذلك أكراد سوريا حال سقوط نظام الأسد.

تحاول أنقرة تعميق وتوطيد علاقاتها السياسية والاقتصادية مع إقليم كردستان العراق ولكن هذا يأتى على حساب العلاقات بين الإقليم وبغداد، وما لا شك فيه عندما يقابل أردوجان يوم الخميس المقبل الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" سوف يحذره من العمل مع حكومة إقليم كردستان الذى من شأنه أن يرفع خطر تفكك العراق ودفع رئيس الوزراء العراقى "نورى المالكى" إلى فعل ما لم يفعله من قبل بسحق الطوائف العراقية وأن يرتمى فى أحضان إيران.

لدى المالكى فرصة لتقديم الأقليات العراقية بما فيها الكردية والسنة وتقديم آفاق مشرقة لعراق موحدة، ولكن الهدف هو الضغط على تركيا فى إبرام صفقتها مع إقليم كردستان التى تسعى لعلاقات سياسية واقتصادية أوثق مع الأكراد العراقيين، نظرا لعجز الحساب الجارى لتركيا بسبب وارداتها من الطاقة ومن خلال استغلال أفضل للنفط العراقى والغاز من إقليم كردستان ستكسب تركيا وتحقق الأمن لكن يكون اعتمادها فقط على روسيا وإيران لكى تحصل على الغاز.

وبالتأكيد تلعب تركيا لعبة كبيرة، وتحاول إعادة الدولة العثمانية فى المنطقة من بعد الغزو الأمريكى للعراق وهذه اللعبة تنطوى أيضا على مخاطر كبيرة.

نقلا عن الفاينانشال تايمز.
الجريدة الرسمية