رئيس التحرير
عصام كامل

"أبوإسماعيل".. واعتدال كفة الميزان


من جديد؛ ظهر حازم صلاح أبو إسماعيل؛ على الساحة السياسية فى البلاد؛ وسط حالة غير طبيعية؛ تمر بها مصر بعد الثورة، فتحالفت القوى الليبرالية والعلمانية وبعض القوى الثورية مع فلول النظام السابق؛ ووضعوا أيديهم فى أيدى بعض؛ وسلطوا ضرباتهم لجهة واحدة فقط، ألا وهى التيار الإسلامى بشتى صوره، ووضعت الخطط والتدابير والمؤامرات من الداخل والخارج، لإنهاء حكم التيار الإسلامى لمصر، فأصبحت كفة الميزان غير معتدلة، وأصبح الأقلية يبحثون سبل الالتفاف على الإرادة الشعبية وعلى الشرعية، فى إهانة واضحة وجلية لعموم الشعب المصرى واتهامه بالجهل وعدم الوعى.


فاستخدموا كافة السبل الإعلامية، وامتلكوا عشرات الفضائيات، والصحف، وحاولوا السيطرة على عقول الشعب المصرى، فكانت أموالهم وبالا عليهم، واعترف أحدهم أن خطبة جمعة واحدة تسمعها المرأة المصرية من بيتها؛ لها تأثير أكثر بكثير من كل هذه القنوات الفضائية وبرامج التوك شو، فزادت حسرتهم، وبان فشلهم، لذا لجئوا إلى طريق جديد لم نعهده على الحركات المشاركة فى الثورة، ولكننا عهدناه على رموز الحزب الوطنى المنحل.. ألا وهو طريق العنف والقتل والحرق والتخريب.

نعم حرص الرئيس محمد مرسى على الاستقرار، وعلى الحوار، وعلى المشاركة لا المغالبة، جعل الباطل ينفش ويكبر ويقف على رجليه مرة أخرى، وهذا بلا شك خطأ من الرئيس، بأنه لم يطهر مؤسسات الدولة من أول يوم، فالمثل الشعبى يقول: "إن الضربة التى لا تقتلنى تقوينى".

ولذا كان ظهور حازم صلاح أبو إسماعيل فى هذا التوقيت، أصبح واجبا وطنيا عليه، ليعدل كفة الميزان، ففلول النظام وأعداء الوطن توحشت أمانيهم وتلطخت أيديهم بدمائنا، لذا خطة أبو إسماعيل بحصار مدينة الإنتاج الإعلامى كانت خطة موفقة، شهد لها القاصى والدانى بأنها خارجة عن رجل محنك سياسياً، ولديه وعى إستراتيجى عميق.

وبالفعل نجح الاعتصام.. ولم ينفذ أعداء الوطن مخططاتهم الخبيثة لاقتحام قصر الاتحادية، فاستاء البعض من هذا النجاح، فتوعدوا أبو إسماعيل بضربات قاضية، تقضى عليه وعلى شعبيته، قبل بزوغ نجمه، كما فعلوا من قبل حتى يستبعدوه من السباق الرئاسى لتيقنهم باكتساحه، رغم حصوله على أحكام قضائية تفيد بعدم حصول والدته على أية جنسية أجنبية، ومع ذلك رموا بالقضاء عرض الحائط، ولم يستجيبوا له ونفذوا ما ينقذ رقابهم من حبال المشانق، والعجيب أن هؤلاء هم من يدافعون الآن عن استقلال القضاء، ويحاربون تطهيره بشتى السُبل.

فبدأت الداخلية وأجهزة الدولة، التى لم يتم تطهيرها إلى الآن، بالعودة إلى أساليبها القديمة، فاعتدوا على مقر حزب الوفد، واتهموا أبو إسماعيل وأنصاره بالتورط فى الأحداث لتشويه صورته لعامة الشعب مرة أخرى، ومع ذلك خرج أبو إسماعيل ونفى علاقته بما جرى لحزب الوفد، فاعتدى أعضاء الأمن الوطنى على مقر حملته بالدقى وقاموا بإهانة أنصاره وتفتيشهم وضرب النار داخل المقر، لترويعهم وإرهابهم ولم يجدوا منهم إلا كل صمود وجسارة ، وقامت أجهزة الأمن باعتقال أحد شباب الحملة من بيته وسرقة ممتلكاته بنفس صورة حملات أمن الدولة الإجرامية القديمة.. فهل هذا يليق.. أن يحدث مثل هذه الممارسات فى عهد رئيس كانت تمارس معه هذه الممارسات؟.

بالتأكيد.. إن الأمر به شىء غامض، وإن هناك ضغوطا غير عادية على كل شرفاء هذا الوطن، وإن أعداء الوطن يقفون على أرجلهم مرة أخرى رغم تضحية أطهر شباب فى مصر، بأنفسهم وأهليهم لتطهير البلاد من هؤلاء الأعداء وإسقاط النظام الفاسد.

فرسالتى إلى رئيس الجمهورية.. يا سيادة الرئيس أنت بالأمس، كنت أقوى من اليوم، واليوم أقوى من الغد، فاضرب بيد من حديد على الفاسدين والقتلة وأعداء الوطن، وثق تماماً أن الشعب سيساندك ويؤازرك ويشد عضدك، فهذا هو العدل، ولا تخف فى الله لومة لائم ، ولا تنس بأن العدل هو أساس المُلك.
الجريدة الرسمية