رئيس التحرير
عصام كامل

حياة بلقاسم.. شهيدة الهجرة تثير الغضب والحزب في المغرب

فيتو

حاولت الشابة المغربية «حياة بلقاسم» الفرار من ظروف معيشية سيئة في بلدها، فتلقت رصاصة قاتلة من حرس السواحل المغربية.

مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت غضبًا لمقتل حياة، فيما اعتبر آخرون أن البحرية المغربية كانت تؤدي دورها.


بلقاسم أو "شهيدة الهجرة" كما أصبحت تلقب اليوم، فتاة مغربية قصتها ليست ككل القصص، حاولت الفتاة الفرار من حياة الفقر والعوز فعادت إلى أهلها قتيلة بطلقة رصاص، تلقتها من أحد جنود البحرية الملكية المغربية.

قررت حياة، طالبة القانون الدولي العام بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان أن تهاجر إلى إسبانيا عبر البحر، متخذة الطريق الصعب الذي سار فيه شباب مغاربة قبلها، لكنها لم تكن تعلم أن حلمها في حياة أفضل لها ولعائلتها سينتهي بهذه السرعة، بعد أن استقلت واحدة من "مراكب الموت".

تقول السلطات المغربية إن الزورق بقيادة شخص يحمل الجنسية الإسبانية تسلل إلى المياه المغربية بشكل غير قانوني، وحاول المغادرة بعد أن حمل معه نحو 15 شابًا مغربيًا على متن القارب، ورغم مطالبة قوات خفر السواحل المغربية للزورق بالتوقف وإطلاق أعيرة تحذيرية إلا أنه رفض الانصياع، وواصل المضي في طريقه فأطلقت الدورية عدة طلقات أخرى كانت إحداها رصاصة الموت لحياة، فيما أصيب ثلاثة شبان من مرافقيها بجراح، أحدهم في حالة صحية حرجة.

تضيف السلطات المغربية بأنها مارست واجبها في حماية الحدود، ومنع اختراقها بأي شكل غير مشروع، مؤكدة استمرارها في محاربة الهجرة غير القانونية واختراق الحدود بأي طريقة، وممارسة سيادتها على مياهها الإقليمية، ووقف عصابات تهريب البشر، بحسب ما قال مصطفى الخلفي المتحدث باسم الحكومة المغربية.

الحادث أثار حزنًا عارمًا في المغرب، خصوصًا بين أوساط الشباب الذين أطلقوا وسمًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: #كلنا_حياة

حمّل مدونون ومغردون الحكومة المغربية المسئولية عن مقتل حياة "إثر محاولتها للخروج من بلد أفقر الفقير وزاد من إغناء الأغنياء" على حد تعبير المدون.

آخرون قارنوا بين حياة بلقاسم ونجاة بلقاسم الفرنسية مغربية الأصل، التي تولت الإشراف على وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث الفرنسية

لكن وعلى الجانب الآخر، هناك من رأى أن المسئول عن الحادث هو قائد الزورق، وأن قوات حرس الحدود أدت واجبها.

واتفق معه آخر على أن دور الدولة ذات السيادة أن توقف أي حركة غير مشبوهة وغير قانونية على حدودها، بما فيها قوارب الهجرة السرية. 

جنازة حياة كانت حاشدة، وشهدت حزنًا عارمًا امتزج بغضب، حيث واعتبر الكثير من الحاضرين أن الممارسات السيئة لإدارة الدولة تسببت في تزايد معدلات الفقر، ما دفع الشباب- خصوصًا الحاصلين منهم على مؤهلات عليا - لأن يخاطر بحياته سعيًا وراء حياة أفضل.

تقول الإحصاءات الرسمية الصادرة عن السلطات المغربية إن المملكة منعت هجرة نحو 54 ألفًا شخصًا عبر حدودها بشكل غير قانوني منذ مطلع العام 2018، جاء أغلبهم من دول جنوب الصحراء.

الرباط أكدت أكثر من مرة على صعوبة تصديها لهذا الكم الهائل من محاولات الهجرة غير القانونية بإمكانيها الفردية، خاصة مع عدم كفاية الدعم الأوروبي المقدم لها في هذا الشأن، وخصوصًا حماية الحدود.

الجريدة الرسمية