ردود أفعال أهل الفكر والفن حول وفاة عبد الناصر
تحت عنوان (كيف سمعوا بالنبأ الحزين) استطلعت مجلة صباح الخير عام 1970 رصد الحالة التي كان عليها بعض من أهل الفن والكتابة أثناء إذاعة نبأ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر فقالت:
الأديب توفيق الحكيم سمع النبأ الأليم من الراديو وبعد الصدمة فكر في كتابة رثاء ينشر في جريدة الأهرام فإذا بيده تضطربان ولا تمكنه من كتابة الرثاء وبجهد كبير استطاع أن يكتب كلمات قليلة قال فيها: أعذرنى يا جمال القلم يرتعش في يدى، فليس من عادتى الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر، لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن القلب تفجعا عليك.
الفنانة زبيدة ثروت عرفت عن طريق والدها اللواء أحمد ثروت الذي اتصل بها من الإسكندرية ليقول لها البقية فى حياتك، صرخت وقالت فيمن؟ فقال في الرئيس جمال، تقول زبيدة: جريت لأوقظ بناتى من النوم وأقول لهم بابا جمال مات، فقامت البنات يبكين حتى الصباح.
الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما سمع الإذاعة تذيع القرآن الكريم بصفة دائمة طلب أحد مذيعى إذاعة الشرق الأوسط من أصدقائه ليستفسر عن السبب فأخبره المذيع بالنبأ الأليم.. يقول عبد الوهاب: وقعت سماعة التليفون من يدى وأجهشت في البكاء بصوت عال أيقظ من بالبيت.
أما الأديب نجيب محفوظ فكان في طريق عودته من الإسكندرية وسمع بالخبر الحزين فكتب كلمات قليلة قال فيها: حياك الله يا أكرم زاهد، إنى أحنى رأسى حبا وإجلالا، نحن من الحزن في ذهول شامل، يعزينا بعض الشئ إلى جنة الخلد تمضى، وسيسعدنى أكثر أن تجعلوا من دنياكم جنة، وراءك فراغ لن يملأه فرد، ولكن يملأه الشعب الذي حررته ،سيكون أحب الطرق إلى نفسى الطريق إلى مسجدك، كلنا ماضون ومصر هي الباقية.
عبد الحليم حافظ كان يقود سيارته وفجأة سمع من خلال الراديو الخبر فبقى لدقائق كالمذهول حتى وصل إلى منزله بسيدي بشر شرب كوبا من الماء ثم طلب من شحاتة ابن خالته استدعاء الدكتور يس عبد الغفار وقبل وصول الدكتور كان حليم قد أصيب بنزيف داخلي ونقل إلى المستشفى.
الفنان رشدى أباظة سمع بالخبر أثناء وجوده في بيروت لتصوير أحد أفلامه فقذف بما في يديه وخرج بالماكياج على وجهه يشارك في مظاهرة ضمت الألوف رجالا ونساء وأطفالا وكهولا جميعهم يبكون ويطوفون شوارع بيروت.
الموسيقار بليغ حمدى كان يقوم بكتابة نوتة موسيقية لأحد الأفلام الذي كان مفروضا أن يعرض خلال أسبوعين وما أن سمع الخبر مع صديقه فتحى سلام حتى مزق جميع الأوراق بيديه.