جابر عصفور: تكوين العرب الفكري لا يقبل الحداثة ونعيش في ظلام حالك
قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن كتابه الأخير "معركة الحداثة" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، عبارة عن حكاية بدأت عام 1998، ترصد اتجاه مجموعة من المثقفين من بلاد المغرب ومصر، إلى الحداثة التي تجمع وتوحد البشرية بعيدا عن الحدود الجغرافية والعرقية وحدود الدين والأيديولوجيا.
وأوضح عصفور، أن هناك هجوما ظالما يتعرض له هؤلاء المثقفون الحداثيون دون غيرهم في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الحداثة مصطلح أوروبي بدأ في القرن الثامن عشر.
جاء ذلك على هامش فعاليات معرض عمان الدولى للكتاب في دورته الـ18، حيث تحل مصر ضيف شرف المعرض، والكاتبة الأردنية سميحة خريس شخصيته، والذي من المقرر أن تنتهى فعالياته في 6 أكتوبر المقبل.
وعرفت مصر منها ثلاث حركات، الأولى تأسست تحت شعار" الخبز والحرية" عام 1930، بين أبناء الباشوات الذين تأثروا باللغة والثقافة الفرنسية.
والحركة الثانية ظهرت في الخمسينيات مع مجلة شعر البيروتية، التي أسسها يوسف خال، أما الحركة الثالثة كانت بعد عام 1967، وكونها مجموعة من الشباب الغاضب بعد هزيمة 67، فكانت بمثابة احتجاج صارخ ضد كل مسئول عن هذا الانكسار.
وأضاف أن كتابه "معركة الحداثة " هو مجموعة من مقالاته التي كتبها على صفحات جريدة أخبار الأدب منذ أكثر من 25 عاما،، في معركته مع الكاتب الكبير عبد العزيز حمودة ردا على كتابه "المرايا المقعرة"، والذي كان الكاتب جمال الغيطانى سببا فيها بتبنيه المعارك الفكرية الثقافية، عندما كان رئيس تحرير الجريدة.
وتساءل وزير الثقافة الأسبق، هل قبل الوعي العربي الحداثة ؟ قائلا لم يتقبلها حتى الآن على الرغم من أن تلك الأفكار قديمة بالنسبة للغرب، مؤكدا على أن الثقافة العربية تتراجع بشكل كبير الآن، بسبب الأصولية الدينية.
فالدول العربية أصبحت تعانى من الإرهاب باسم الدين، والوضع العربي أصبح ظلام حالك يعم بالمنطقة كلها، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أن التكوين الفكري للعرب لا يقبل الحداثة بمفهومها.
