«أرشيف العار».. صحف إسرائيلية تكشف أسرارا تُنشر لأول مرة عن حرب أكتوبر.. وادعاءات جديدة للصهاينة تؤكد إبلاغ أشرف مروان قوات الاحتلال بموعد الحرب تزامنا مع عرض «الملاك»
رغم مرور 45 عامًا على ملحمة أكتوبر المجيدة، ما زالت دولة الاحتلال الإسرائيلي غير قادرة على لملمة جراحها، وفي هذا التوقيت من كل عام تبدأ وسائل الإعلام الصهيوني، سرد الحكايات التي لا تنتهي من مصنع خيالات لا ينضب، منها ما يُجمل الحقيقة لحفظ ماء الوجه، بعد تعرض الصهاينة لهزيمة منكرة على يد قواتنا المصرية، ومنها ما يعترف صراحة بالفشل السياسي والاستخباراتي الصهيوني الذي أدى إلى النتيجة النهائية للحرب.
دعم اللوبي الصهيوني
هذا العام ركز الإعلام الإسرائيلي على كواليس جديدة عن دور اللوبي الصهيوني في العالم، وتقديمه للدعم لدولة الاحتلال خلال الحرب التي وصفها بالدامية، وأنهكت الاقتصاد الداخلي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم ويهود العالم لبوا النداء، وقدموا دعمًا غير مسبوق للكيان الصهيوني.
من بين الأسماء التي كان لها دور بارز في الحرب البروفيسور الإيطالي من أصل يهودي، رامي نويمان، الذي كان يدرس الطب في إيطاليا، وحينما اندلعت الحرب لم يكن انتهى من الفصل الدراسي الأول من السنة التعليمية، لكنه طار إلى إسرائيل لعلاج الجرحى الذين قدر عددهم بالآلاف، وكان نيومان ضمن أول طائرة حطت رحالها من إيطاليا إلى إسرائيل، برفقة عدد من الطلاب الأكاديميين الإسرائيليين لتقديم يد العون، وعلى الفور انضم إلى جيش الاحتلال وحارب كمقاتل.
المنظمة الأمريكية
دور آخر لعبته مجموعة من النساء الأمريكيات اليهوديات اللواتي أسسن جمعية المنظمة النسائية الأمريكية الصهيونية، لمساندة دولة الاحتلال، تأسست هذه المنظمة في عام 1912 على يد الأمريكية، هنرييتا سالد، وهى المنظمة التي تولت فيما بعد المنظومة الصحية في إسرائيل، وخلال الحرب هرولت نساء تلك الحركة إلى إسرائيل للمساعدة، وكان على رأسهن الطبيبة، بربرا جولدشتاين، التي لعبت دورًا حاسمًا في تقريب يهود أمريكا مع يهود إسرائيل، وشكلت محورًا لـ لوبي ضخم يخدم المصالح الإسرائيلية من داخل واشنطن، ويقدم كل ما تحتاجه إسرائيل في المجال الطبي، بما في ذلك الأدوية والمعدات من واشنطن لعلاج جرحى الحرب.
منى يودكوف اسم آخر كان له حضور في الهزيمة الإسرائيلي، أمريكية يهودية أسست شركة استشارية كبيرة للتخطيط والتقييم للأشخاص المحتاجين إلى إعادة التأهيل، إثر الحرب في الولايات المتحدة، والتي لا تزال نشطة حتى اليوم، وعملت أيضًا خلال الحرب كممرضة في مستشفى هداسا الإسرائيلي، وقامت مع صديقاتها بإعداد المعدات والأدوية، وخلال الحرب، تلقت المستشفيات إمدادات مجانية ضخمة من الأدوية من الولايات المتحدة.
كيرك دوجلاس
كما تطوع بحسب الإعلام العبري، نحو 330 ألف شخص في أمريكا ودول أخرى في العالم، لتقديم الدعم لإسرائيل خلال الحرب، من بينهم أيضًا الممثل الأمريكي، كيرك دوجلاس، الذي زار مستشفى هداسا وقت الحرب لدعمها، ووقع وكتب برقية تحية وإجلال للمستشفى.
وفي آخر التقارير العبرية الصادرة في دولة الاحتلال حول روايات الحرب في الذكرى الـ45 ما قالته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن الجمهور الإسرائيلي تعرض لأكبر صدمة في تاريخه خلال تلك الحرب، وتحول يوم الاحتفال بالعيد وصوم "يوم كيبور" لمعركة قتالية جعلت الشوارع تمتلئ بالدبابات، والوضع في المعابد كان أشبه بصمت القبور، بعد أن تم إخلاؤها تمامًا، وبدأت التعبئة الواسعة للقوات الإسرائيلية.
وكشفت التقارير العبرية، أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية كانت سيئة للغاية إذ أكدت ليلة الحرب أن فرص شن مصر حرب ضد إسرائيل ضئيلة للغاية وتكاد تكون منعدمة، ما يشي بالفشل الذريع لأجهزة استخبارات الاحتلال، حتى إنه كانت هناك تبريرات إسرائيلية للتحركات المصرية وفقًا لآخر الوثائق التي كشف عنها أرشيف الاحتلال، إذ علل رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الأسبق إيلي زعيرا، حالة التأهب المصرية التي سبقت الحرب بأنها نابعة من خوف مصر من مهاجمة إسرائيل لها وليس العكس.
وقال زعيرا ليلة الحرب وفقًا للوثائق الأخيرة: إن الروس بعثوا 11 طائرة تحمل أشخاصًا إلى مصر وسوريا، ست طائرات إلى مصر وخمسة لسوريا، واعتبر الخطوة مجرد قلق روسي، خشية أن تكون إسرائيل على وشك الهجوم.
وكعادة الاحتلال كل عام يتم نشر بعض الأكاذيب حول الحرب، كان آخرها مزاعم إبلاغ أشرف مروان للموساد بموعد الحرب خلال اجتماع مع رئيس الموساد، تسيفي زامير، عقد في لندن، وفقًا لوثيقة نشرها أرشيف الاحتلال مدعيًا أنها تعضد ادعاءاته، ونشر ورقة مهترئة من السهل على أي شخص تزييفها وذلك بالتزامن مع بدء عرض فيلم "الملاك" عن أشرف مروان، والذي يرصد قصته وفقًا لوجهة النظر الإسرائيلية، ولو كان هذا الكلام صحيحًا لماذا أصيبت دولة الاحتلال بالمفاجأة وصدمة الحرب في 1973، ولكن ليس ذلك بجديد على الصهاينة الذين يبدعون في نشر الأكاذيب.
نظرية المؤامرة
تقرير إسرائيلي سلط الضوء على اعتماد دولة الاحتلال على فكرة نظرية المؤامرة لتبرير الأخطاء التي ارتكبتها في حرب 1973.
حيث أشار تقرير موقع "مكور ريشون" العبرية، إلى أن كلمة "المؤامرة" مغرية للإجابة عن التساؤلات التي ليس لها إجابة، ولفت إلى أن نظرية المؤامرة زعيمها الرئيسي هو المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين، الذي يفترض أن حرب أكتوبر 1973م، هي نتاج صفقة ثلاثية بين موشيه ديان وأنور السادات وهنري كيسنجر، وحسب مزاعم التقرير العبري فإن مصر وإسرائيل أرادا التوصل إلى اتفاق سلام، لكن المصريين لم يريدوا الدخول في المفاوضات من موقف الهزيمة بعد حرب 1967، وكان عليهم استعادة شرفهم بانتصار عبر عبور قناة السويس، ورفع الأعلام المصرية، وتابع أنه وفقًا للنظرية فإنه كان من المفترض أن يؤخر ديان، الذي كان يريد الاتفاق أيضًا، حشد الاحتياطيات، ومنع الضربة الجوية المسبقة، وخلق وضع يكون فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضعيفًا، وإذا مات 500 جندي من الجيش الإسرائيلي، فهذا ليس أمرًا مروعًا، وبموجبه هذه هي التضحية المطلوبة من أجل تحقيق الهدف وهو الوصول إلى السلام، وبموجب الخطة فإنه بعد تعبئة جيش الاحتياط الإسرائيلي، فإن دولة الاحتلال سوف تتعافى وتتجه نحو القناة وتضرب المصريين، بعد ذلك سيوقف وزير الخارجية الأمريكى كيسنجر الجيش الإسرائيلي، وفي هذه المرحلة ستبدأ المفاوضات، حيث لا يكون كلا الجانبين في موقع الدونية، فازت مصر ولم تخسر إسرائيل!
وزعم التقرير إنها مؤامرة سرية للغاية، لدرجة أن معديها لم يتركوا أي وثيقة مكتوبة عنها، مشيرًا إلى أن مصر وإسرائيل وافقا في النهاية على الشروط التي لم يتم الموافقة عليها قبل عام 1973 (قبل الحرب، طالبت إسرائيل بالسلام الكامل مقابل انسحاب جزئي، وطالبت مصر بالانسحاب الكامل مقابل سلام جزئي)، ولكن شمل اتفاق السلام الذي تم توقيعه الانسحاب الكامل مقابل السلام الكامل.
"نقلا عن العدد الورقي"..