رئيس التحرير
عصام كامل

حصاد رابع يوم رئاسي في نيويورك.. السيسي في قمة تغير المناخ بنيويورك: علينا العمل جميعا على رفع الوعي بالقضية.. يفتتح معرض «استثمر في مصر».. يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي مع سويسرا والبرتغال

فيتو

شهد اليوم الرئاسي نشاط كبير حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الحوار رفيع المستوى بشأن تنفيذ اتفاقية باريس لتغيير المناخ، والذي عُقد تحت عنوان: "نحو مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين وما بعده".


وألقى الرئيس السيسي كلمة، قال فيها: "أتوجه بالشكر إلى السكرتير العام أنطونيو جوتيريش، على مبادرته بالدعوة لهذا اللقاء التشاوري، إعدادًا للقمة المرتقبة المقرر عقدها العام المقبل، لتنسيق المواقف وحشد الجهود لمواجهة هذه الظاهرة بالغة الخطورة".

التحديات
وأضاف الرئيس لن يكون من قبيل المبالغة، القول بأن من بين القائمة الطويلة من التحديات التي تواجه عالمنا، فإن تغير المناخ يُعد أوسعها نطاقًا، وأكثرها إلحاحًا وحاجة للتحرك العاجل، فآثار تغير المناخ لا تقتصر على نطاق جغرافي دون آخر، ولن يقتصر التضرر منها على مستوى اقتصادي دون غيره، فالكل معرض دون استثناء لتحمل الثمن الباهظ، لذلك فعلينا العمل جميعًا على رفع الوعي بهذه القضية، وحشد الدعم لها، وإشراك جميع أصحاب المصلحة في جهود التوصل لحلول خلاقة، بحيث تحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية قبل نهاية القرن الحالي إلى أقل من درجتين مئويتين، قياسًا بالفترة ما قبل الثورة الصناعية، مع العمل على رفع الطموح في هذا الخصوص لبلوغ هدف الدرجة والنصف مئوية".

وتابع: "من هنا، يأتي تمسكنا بمفاوضات تفعيل اتفاق باريس بصفتنا الوطنية، وأيضًا كرئاسة لمجموعة السبعة والسبعين، فضلًا عن رئاستنا لمجموعة المفاوضين الأفارقة، بضرورة التوصل لصفقة متكافئة وعادلة، وتحفظ التوازن الذي عكسه اتفاق باريس بين كلٍ من الإجراءات المطلوبة والدعم المتوفر، وفى هذا المقام نشير مجددًا إلى ترحيبنا بالأفكار البناءة، الرامية لحشد التمويل من مصادر غير حكومية، إلا أننا في الوقت ذاته ننبه إلى أهمية عدم تحميل دولنا النامية أعباء إضافية جراء ذلك، أو التوسع في الاعتماد على القروض التجارية أو غيرها من أدوات تمويلية، قد يترتب عليها تفاقم في أعباء المديونية على الدول النامية".

تغير المناخ
وأوضح: "تنبهنا في مصر منذ فترة للآثار السلبية لتغير المناخ، سواء فيما يتعلق بالمخاطر التي قد تهدد دلتا نهر النيل بسبب ارتفاع منسوب البحر المتوسط، وازدياد ملوحة التربة، فضلًا عن الآثار المحتملة لتغير المناخ على نهر النيل، شريان الحياة للمصريين عبر آلاف السنين، كما نشهد ظواهر غير معهودة ومتزايدة في القسوة وفي الوتيرة على السواء، في شكل عواصف ترابية وتزايد في التصحر وموجات من السيول، وكذلك تأثّر الحياة البرية والبحرية وتنوعنا البيولوجي سلبًا بالتغير والتقلب الذي نشهده في الظواهر المناخية".

وذكر: "ورغم احتياجنا الملح لمصادر متنوعة وغير مكلفة من الطاقة لدفع جهودنا التنموية، فقد خطونا خطوات هامة على طريق الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما اتخذنا القرار الصعب بالخفض التدريجي للدعم الحكومي على الوقود الأحفوري، ونفذنا العديد من المشروعات الرامية لتقليل الانبعاثات الكربونية".

واستطرد قائلا: "ومصر ليست وحدها في التضرر من هذا كله، فقارتنا الأفريقية تُعد ربما الأشد تضررًا من بين جميع القارات بهذه الظاهرة، على الرغم من كونها الأقل إسهامًا في مسبباتها، ولذلك فقد شاركت بصفتي رئيسًا للجنة الرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ في مؤتمر باريس عام 2015، وأسهمنا قدر استطاعتنا في التوصل إلى التوافق الصعب الذي تحقق حينذاك، كما حرصنا على الإسهام في الجهد الدولي، بإطلاق مبادرتين إفريقيتين مهمتين، تتناول إحداها موضوع الطاقة المتجددة والأخرى موضوع التكيف في أفريقيا".

قناعتنا الراسخة
واختتم قائلا: "ختامًا، أود أن أؤكد قناعتنا الراسخة بإمكانية التوصل لحلول لمشكلاتنا هذه، حال توافرت الإرادة السياسية لذلك، كما أن النجاح في جهودنا يتوقف بالكامل على قناعة كل الأطراف الدولية، حكومات ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني ورجال أعمال وباحثين ومبتكرين وغيرهم، بأن مستقبل هذا العالم الذي نعيش فيه يتوقف على صدق تعاونهم وتكامل جهودهم، فالالتزام كبير، والخطر أقرب مما نتخيل، وبالتالي فعلينا جميعًا تحمل مسئولياتنا أمام الأجيال المقبلة، كما أؤكد لكم سعادة السكرتير العام، استعدادنا الكامل للتعاون معكم في تحرككم الهادف لحشد الجهود في هذا الخصوص، وعلى رأس ذلك ما يخص القمة التي تعتزمون الدعوة لها عام 2019، والتي سيسعدنا الإسهام فيها بكل إيجابية وبروح التعاون مع كل الشركاء".

"استثمر في مصر"
وافتتح الرئيس السيسي معرض "استثمر في مصر" المقام بنيويورك على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتفقد الرئيس المعرض.

كما واصل الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاطه في مدينة نيويورك الأمريكية، إذ التقى اليوم عددا من قادة وملوك العالم وعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية لبحث سبل تعزيز العلاقات مع دول العالم ودفعها نحو آفاق أرحب على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية كما يبحث سبل مكافحة الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف.

كوريا الجنوبية
وأعرب الرئيس السيسي عن اعتزاز مصر بالعلاقات القوية التي تربطها بكوريا الجنوبية، والشراكة القائمة بين البلدين، مثمنًا التعاون الاقتصادي المتميز بين البلدين، والنماذج الناجحة التي تقدمها الاستثمارات الكورية في مصر.

وتتطلع مصر لمزيد من تعزيز العلاقات على مختلف الأصعدة، خاصة في ضوء المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، وتطوير البنية التحتية على نطاق واسع بما يعزز من بيئة الاستثمار.

والتقى الرئيس السيسي، اليوم، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، مون جيه إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، وذلك على هامش مشاركة الرئيس في فعاليات الدورة ٧٣ للجمعية العامة للأمم المتحدة.

الشرق الأوسط
من جانبه، أعرب رئيس كوريا الجنوبية عن تقدير بلاده لعلاقاتها المتميزة مع مصر، مشيدًا بالدور الهام الذي تقوم به مصر في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ الاستقرار والسلام.

وأشاد الرئيس الكوري الجنوبي باستعادة الاستقرار في مصر، مهنئًا الرئيس على الجهود الكبيرة التي تمت في هذا الصدد.

العلاقات الاقتصادية
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي كذلك عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر، وزيادة حجم الاستثمارات الكورية في ظل ما تشهده مصر من نمو اقتصادي وحركة تنمية شاملة، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفي مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، فضلًا عن تعزيز العلاقات السياحية والثقافية بين البلدين والشعبين الصديقين، منوهًا على التقدير الكبير الذي يكنه الشعب الكوري الجنوبي لمصر ولحضارتها العريقة.

حرص مصر

كما التقى الرئيس السيسي، اليوم، مع رئيس الاتحاد السويسري آلان بيرسيت، وذلك على هامش مشاركة الرئيس في فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بلقاء رئيس الاتحاد السويسري، مؤكدًا حرص مصر على تطوير علاقاتها الثنائية مع سويسرا وتعزيز أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات.

كما استعرض الرئيس تطورات الأوضاع الاقتصادية في مصر خلال الفترة الأخيرة، والتي شهدت تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل.

التعاون المشترك
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد السويسرى الأهمية التي توليها بلاده لتطوير وتعزيز التعاون مع مصر، خاصة في ظل التطورات الإيجابية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، ونجاحها في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى الحرص على دفع العلاقات مع مصر في ظل أهمية الدور الذي تقوم به في تدعيم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

الصعيد الاقتصادي والتجاري
وشهد اللقاء استعراضًا لأوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري، وبحث سبل زيادة الاستثمارات السويسرية في مصر، خاصة بالمشروعات التنموية الكبرى بما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة.

كما تم التطرق إلى سبل تعزيز التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، فضلًا عن التعاون في مجال مكافحة تهريب الآثار.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد كذلك مناقشة آخر التطورات على صعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث عرض الرئيس التحركات المصرية لدفع جهود التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة، فضلًا عن جهودها في مكافحة الإرهاب.

القارة الأفريقية
وحرص رئيس الاتحاد السويسري على الاستماع إلى رؤية الرئيس، بشأن سبل تطوير التعاون بين سويسرا ودول القارة الأفريقية، خاصة على ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، وأولوياتها لتعزيز التنمية في القارة الأفريقية.

البرتغال
والتقى الرئيس السيسي، اليوم، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، مارسيلو دي سوزا رئيس البرتغال، على هامش مشاركة الرئيس في فعاليات الدورة ٧٣ للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشاد الرئيس في مستهل اللقاء بالعلاقات القوية التي تربط بين مصر والبرتغال، وبمستوى اللقاءات والزيارات المتبادلة بين الجانبين، وآخرها زيارة الرئيس البرتغالي لمصر في أبريل العام الجاري.

وأعرب الرئيس عن حرص مصر على استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين الصديقين، ودفع أوجه التعاون المشترك، والبناء على النتائج الإيجابية التي حققتها الزيارات الرئاسية بين الجانبين.

كما أعرب الرئيس عن تقدير مصر لمواقف البرتغال الداعمة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالجهود المصرية في مجال الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب، والفكر المتطرف.

من جانبه، أعرب الرئيس البرتغالي عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعبًا، مؤكدًا عمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين الجانبين في مختلف المجالات.

كما أكد رئيس البرتغال حرص بلاده على التنسيق والتشاور المكثف مع مصر، مثمنًا دور مصر في إرساء دعائم الاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط، وجهودها في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وشهد اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية، والترتيبات الجارية لعقد اللجنة المشتركة المقبلة، وكذا بحث التعاون الجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي في عدد من المجالات، فضلًا عن آخر مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط، وجهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

إيطاليا
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى اليوم، رئيس الوزراء الإيطالي "جيوسبي كونتي"، موضحا أن الرئيس أكد مجددا التزام مصر ببذل كافة الجهود من قبل الأجهزة المعنية للتوصل إلى الحقيقة في قضية مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني".

وأشار الرئيس إلى أن مصر تشارك إيطاليا ذات الاهتمام بالكشف عن ملابسات تلك الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة، لافتا إلى الشفافية والتعاون من قبل النيابة العامة المصرية مع نظيرتها الإيطالية.

الطائفة الإنجيلية
كما يلتقي الرئيس السيسي وفدًا من قيادات الطائفة الإنجيلية الأمريكية بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة وذلك على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك لتعزيز جسور التواصل والتفاهم مع مختلف أطياف المجتمع الأمريكي للتصدي للتحديات التي تواجه البلدين.
الجريدة الرسمية