رئيس التحرير
عصام كامل

التنمر يغزو المدارس.. «القومي للطفولة»: فيديو الطفل الباكي تنمر إلكتروني.. نجم «ذا فويس» يواجه نفس الكابوس.. خبير تربوي: مصطلح التنمر خاطئ.. و«التعليم» تواجه العرض وليس ا

فيتو

كشفت إحصائيات حديثة لليونسكو، أن ربع مليار طفل في المدارس يتعرضون للتنمر، من إجمالي مليار طفل يدرسون حول العالم، وأجريت الدراسة على 19 دولة، وأسفرت نتائجها عن أن 34% من الطلاب تعرضوا للمعاملة القاسية، وأن 8% منهم يتعرضون للبلطجة يوميا، ومع بدء الدراسة في مصر تعرض العديد من الأطفال لظاهرة التنمر، في الوقت الذي تطلق فيه وزارة التربية والتعليم حملة لمواجهة هذه الظاهرة.


فيديو الطفل الباكي

«فيديو الطفل الباكي» انتشر انتشارا واسعا على السوشيال ميديا خلال 24 ساعة الماضي، ويظهر فيه طفل في الفصل يبكي بسبب رغبته في النوم، وتحول الفيديو إلى مادة أشبه بالفكاهة والضحك على الطفل، ولا يعلم الكثير أن هذا أحد أهم أشكال "التنمر"، وأنه يخالف قانون الطفل، والذي يحظر تصوير أو نشر أي مواد إعلامية تحتوى على مشاهد مسيئة للأطفال أو التشهير بهم، وخاصة بعد ما قاله والد الطفل برفضه الذهاب للمدرسة مرة أخرى.

وقال والد الطفل، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي معتز الدمرداش، مقدم برنامج «آخر النهار»، المذاع على فضائية «النهار»: «يوم تصوير الفيديو كان أول يوم يروح فيه محمد المدرسة، وتعرفنا على اسم مصور مقطع الفيديو، وهو مدرس بالمدرسة، وسنتقدم ضده وضد المدرسة ووزارة التربية والتعليم ببلاغ، ومحمد في الصف الأول الابتدائي بمدرسة شبرا، وده كان أول يوم دراسة له»، متابعا: «محمد في حالة نفسية سيئة منذ مشاهدة الفيديو على شاشات الفضائيات، ويرفض التوجه للمدرسة مرة أخرى».

وعلق المجلس القومى للطفولة والأمومة على الواقعة في بيان، قائلا: إن هذا الفيديو المتداول يعد نوعًا من أنواع التنمر الإلكتروني، والذي يسيء للأطفال بشكل عام، مطالبًا بالتحقيق في الواقعة، كما طالب بوقف عرض هذا الفيديو في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه يمثل انتهاكًا لحقوق الطفل الواردة في المواثيق الدولية والقوانين الوطنية.

نجم ذا فويس كيدز
كما كان من أبرز ضحايا التنمر في أول أيام الدراسة "خالد الفايد" 14 عامًا، نجم برنامج مسابقة المواهب الغنائية "ذا فويس كيدز"، واسمه الحقيقي "خالد محمد لملوم الفايد" بالصف الأول الثانوي، ابن قرية سربو بمركز سمسطا بمحافظة بني سويف، فقد تعرض للسب بألفاظ خادشة للحياء، واعتداء زملائه عليه بالضرب على أسفل مؤخرة رأسه "قفاه".

وقال والد نجم "ذا فويس كيدز"، في منشور على حسابه بموقع "فيس بوك": "في أول يوم دراسي لنجلى بمدرسة عبدالحميد عبدالحفيظ، الثانوية بمدينة سمسطا، السبت الماضي، أتى إليه بعض من تلاميذ المدرسة لمصافحته وطلبوا التصوير معه، قائلين (عايزين نتصور معاك يا نجم)، وفوجئ بهم يقومون بضربه على قفاه، ومضايقته بدفعه وجذبه على بعضهم البعض".

وأضاف: "لم تتوقف مضايقات طلاب المدرسة لنجلي عند هذا الحد، بل قاموا بسبه بألفاظ قذرة تخدش الحياء بالأم والأب، في منتهى القبح، والتفوا حوله، في شكل حلقة دائرية من الطلاب، وسط هتافاتهم (خالد الفايد أبو....)، بصورة همجية تدل على بيئة متدنية ومنحطة، وجهل، وتخلف من قاموا بهذا الفعل.

وواصل: "مع استمرار الطلاب في مضايقة نجلي، إلى نهاية اليوم الدراسي، قام بالاتصال بي، بعد أن فوجئ بهم ينتظرونه خارج المدرسة، حاملين في أيديهم العصي وعندما توجهت للمدرسة مسرعًا لإنقاذه من أيديهم، حاولت تصويرهم إلا أنهم أخفوا وجوههم وفروا هاربين، فأبلغت إدارة المدرسة بما حدث مع نجلي منذ بداية اليوم الدراسي".

وقال والد "خالد الفايد": "ظننت أن الأمر انتهى بتقديم شكوى للمدرسة، خاصة مع إحساسي بأن إدارة المدرسة اهتمت بالموضوع، وتغيب نجلي عن المدرسة يومي الأحد والأثنين، وعاد للمدرسة، اليوم، الثلاثاء، ليفاجأ بنفس الأمر، حيث تجمع حوله نفس الطلاب في "الفسحة"، وواصلوا تعديهم عليه بالسب والضرب، والسخرية والاستهزاء، وفي نهاية اليوم قام أحدهم بضربه بـ"طوبة" في وجهه، وآخرون يستهزءون به بقولهم "آسفين يا نجم" وسبه بالأم.

ووجه والد نجم "ذا فويس كيدز" رسالة، من خلال منشوره، قائلًا: "أرجو من كل شخص له تأثير في هذا الموضوع أن يتدخل لمنع هذه البذاءات التي يتعرض لها نجلي"، متسائلًا: "مدرسة كبيرة موجود ببندر سمسطا، هل هذا هو المستوى الثقافي لطلاب البندر، الذي كان في السابق على قدر من الأدب والاحترام".

وفي واقعة أخرى روت فاطمة فتحي ولية أمر لأربع طلاب، واقعة أخرى للتنمر ضد الطلاب، فقالت لـ"فيتو": "أمس في صباح أول أيام الدراسة ذهبت مع ابني وجلس في الفصل، وبعدها جاء ولي أمر إحدى الطالبات ويدعى (أشرف)، ومارس تنمرًا بالتلاميذ والأمهات، واعتدى على الموجودات من السيدات بالألفاظ وباليد، زاعمًا أنه يعمل في إدارة المرج التعليمية، ولا بد أن تجلس ابنته في الصف الأول، وإن كان بالقوة مكان زميلاتها".

وأضافت:"حاولت السيدات إبعاده عن بناتهن لكن دون جدوى، وعندما اعترضت على أسلوبه تهجم عليَ وعلى أولادي وأصابهم بذعر، وكذلك أصاب جميع الطلاب في الفصل بذعر مماثل، وحاول شد أطفالي وإخراجهم من أماكنهم بالقوة، وقال لي (اطلعي برة)".

وتابعت: "ظل ابني مصطفى يصرخ ويردد: مش عاوز أروح المدرسة مش عايز أموت، أنتي عايزاني أروح عشان أموت"، وأكدت أن أطفالها الأربعة لم يذهبوا إلى المدرسة اليوم التالي بسبب خوفهم مما جرى، مطالبة بالتحقيق مع الشخص الذي أثار ذعرهم بدعوى أنه موظف بالإدارة التعليمية، متساءلة: "هل يحق له حتى لو كان في الإدارة التعليمية أن يفعل ما فعل؟".

أسباب التنمر
وأوضح "محمد عبد العزيز" الخبير التربوي، أن مصطلح التنمر نفسه اختياره كان خاطئا، والحملة سميت بغير المسمى الحقيقي لها، خاصة أن المصطلح غير مدرج بين العامة، فمن المفترض أن يكون المصطلح "العنف"، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم تعالج أي مشكلة من مشاكلها دائما دون معرفة الأسباب، وبالتالي فهي تعالج العرض وليس المرض.

وتساءل "عبد العزيز"، "ما الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمنع العنف في المدارس"؟ مؤكدا أنه إذا بحثت الوزارة عن أسباب وجود العنف في المدارس لن تحتاج إلى حملات.
الجريدة الرسمية