رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل حادث وفاة راهب دير المحرق.. «زينون» فرض على نفسه عزلة بسبب تأثره بمقتل إبيفانيوس.. هرب من الدير منذ 3 أيام تاركا رسالة اعتذار.. عاد ليموت في أسيوط.. والكنيسة: ننتظر التحقيقات

البابا تواضروس والراهب
البابا تواضروس والراهب زينون

أعلن المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، عن وفاة الراهب القس زينون المقارى، المنقول حديثا لدير المحرق بأسيوط بناءً على قرار لجنة الرهبنة.


وقال المتحدث الرسمي في بيان صادر عن الكاتدرائية صباح اليوم، إن الراهب المتنيح "المتوفى" تم نقله إلى مستشفى سانت ماريا بأسيوط عقب تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، مشيرا إلى أن النيابة تجري حاليًا تحقيقاتها لمعرفة سبب الوفاة.

ونفذ الراهب زينون المقاري، قرار النقل، إلى دير المحرق منذ نحو شهر، على خلفية مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار في صحراء وادي النطرون.

فرض على نفسه عزلة

وقبل إعلان انتحار الراهب هناك مزيد من الكواليس، جرت بين زينون المقاري، ورهبان دير المحرق، يرويها مصدر من داخل الدير -فضل عدم ذكر اسمه - وقال إن الراهب منذ وصوله المحرق، يرافقه أحد الرهبان الشيوخ من مدير الأنبا مقار، رفض الحديث مع أي من رهبان الدير، وفضل العزلة الاختيارية.

وأضاف المصدر أن كثيرا من رهبان الدير حاولوا الحديث معه، وكسر العزلة التي فرضها على نفسه، لكنه رفض كل المحاولات، والتزم قلايته ورفض الخروج منها، إلا للتناول وقت القداسات، حتى وصل الأمر إلى أنه رفض الطعام، وكان الرهبان يضعون الطعام أمام قلايته ويذهبون.

وأكد أن الرهبان ذهبوا إلى الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق، لنصحه بالحديث معه، قبل أن يصاب بأزمة نفسية نتيجة الوحدة، إلا أن الأسقف فضل تركه وحيدا إلى حين أن ينسى ما حدث في دير الأنبا مقار.

الهروب من الدير
وأشار المصدر إلى أن الأوضاع ظلت هكذا حتى هرب الراهب من الدير قبل ثلاثة أيام، معتذرا عن عدم استطاعته العيش في الدير، وعدم رغبته في استمرار تنفيذ العقوبة، التي تقضي بعدم مغادرة دير المحرق لمدة 5 سنوات.

وأكد أنه بالأمس عاد الراهب بعد غياب ثلاثة أيام عن الدير، حتى فوجئ رهبان الدير، في الرابعة فجرا بأنه يتألم من وجع في المعدة، نقل على أثره إلى مستشفى سانت ماريا قبل أن يفارق الحياة.

مصدر آخر من الدير يرجح أن يكون الراهب تناول مادة سامة خارج الدير، أو طعاما مسموما، في فترة وجودة خارج الدير، لكن لم يجزم بذلك.

شاهد عيان كان متواجدا في الوقت الذي غادر فيه الدير، قال لـ"فيتو"، أنه استقل سيارة خاصة، وتوجه بها إلى مدينة القوصية التابعة إلى محافظة أسيوط.

وأكد مصدر من الدير أنه ترك رسالة للأنباء بيجول رئيس الدير، اعتذر فيها عن عدم الاستمرار في الدير، وأنه فضل ترك الدير لأسباب لم يكشفها، لكنه عاد أخيرا ليموت محسوبا على دير المحرق.

وتجرى النيابة تحقيقات مع رئيس الدير، وبعض الرهبان لمعرفة كواليس الحادث.
الجريدة الرسمية