رئيس التحرير
عصام كامل

خلطة "تتح" تعيد "سعد" لعرش الكوميديا


بخلطة بسيطة وسهلة استطاع محمد سعد أن يعود إلى قمة عرش الكوميديا مرة أخرى، بعد أن ترك نفسه لمخرج موهوب مثل سامح عبد العزيز، استطاع أن يعيد تقديم محمد سعد بشكل مختلف فى ثوب الكوميديان الذى لا يقاوم .. "تتح" آخر أفلام محمد سعد الذى تم طرحه فى السينمات منذ أيام، ربما لم يتوقع الغالبية العظمى له النجاح، لأسباب كثيرة أهمها أن التريلر الخاص بالفيلم لم يحتوى على أى شيء مميز، إضافة إلى أن أفلام محمد سعد الأخيرة تميزت بالتكرار والاستسهال.

هذا كان المتوقع، ولكن ما حدث شيء آخر، تصفيق وضحكات لا تنقطع فى العرض الخاص للفيلم، ومن بعدها إيرادات كبيرة تؤكد أن ما حدث فى العرض الخاص لم يكن مجاملة لفريق العمل ولكنه كان شعورا حقيقيا، وفى رأيى المتواضع أن السبب فى نجاح محمد سعد ليس أداء محمد سعد نفسه، ولكن فى فريق العمل الذى عمل على تغيير جلد سعد على قدر المستطاع، فالمؤلفان سامح سرالختم ومحمد نبوى، استطاعا كتابة قصة بسيطة غير متكلفة، بطلها شخص طبيعى، باستثناء إضافات سعد التى تمثلت فى حول العينين والتحدث بطريقة متقطعة، واعتماد السيناريو على الكوميديا الحقيقية التى افتقدها سعد فى آخر أفلامه بسبب اعتماده على "إفيهات" محروقة، لكن المؤلفين لم يقعا فى فخ الاستسهال واستطاعا كتابة قصة خالية من الإفيهات المحروقة، بل تميزت إفيهات الفيلم بأنها غير مستهلكة، بغض النظر عن الإفيهات الخارجة إلى حد ما.

المخرج سامح عبد العزيز صاحب كلمة السر فى نجاح الفيلم، فقد نجح سامح فى ما لم ينجح فيه مخرجون آخرون مروا على محمد سعد، وهو السيطرة على مقاليد الأمور والإمساك بكل خيوط اللعبة فى يديه، فنجح فى تحجيم محمد سعد ليصبح الأخير مجرد ممثل ينفذ تعليمات المخرج ولا يتدخل فى السيناريو ولا يضيف ولا يحذف منه أى شيء، لذلك فإن ظهور سعد بشكل طبيعى فى الفيلم لم يكن من قبيل الصدفة ولا بسبب حكم النص فقط، ولكن بسبب سيطرة سامح عليه.

ليس معنى ذلك أن محمد سعد ليس له دور فى الفيلم، فعلى العكس تماماً كان محمد سعد متألقاً كما لو أنه عاد بنا إلى زمن "اللمبى" مرة أخرى، ولكنه نجح بسبب عودته إلى أصول اللعبة، فالممثل ممثل والمخرج مخرج .. لذلك فإن سعد مدين بالفضل لسامح عبد العزيز فى عودته إلى قمة عرش الكوميديا مرة أخرى.
الجريدة الرسمية