مشاركة لا مغالبة
يخطئ من يظن أن عقارب الساعة سوف تدور للوراء وأن عصر ما قبل ثورة 25 يناير سيعود، وأن نظام المغالبة الذي كان يتبعه الحزب الوطني سينجح هذه الأيام مع حزب مستقبل وطن، بعدما أصبح حزب الأغلبية في البرلمان، وتم ضم نواب المحافظات له..
يستعد الحزب لتفصيل قانون الانتخابات المقبلة على مقاس نوابه الحاليين، وأيضا قانون انتخاب المحليات ليكون لرجاله دون غيرهم، وتناسوا أن هذه السياسة كان سببا في وقوع نظام مبارك بأركانه الثابتة القوية، وأيضا كانت سببا في إزاحة نظام الإخوان بديكتاتوريتهم، رغم أن كل نظام منهم كان له من يسانده، لكن عندما أقروا المغالبة لا المشاركة كان مصيرهم النهاية..
ولذا أخشى على حزب مستقبل وطن من النهاية المؤلمة نفسها بانهياره وانهيار البرلمان والمحليات.. لا بد أن يؤمن الجميع أن الحياة السياسية مشاركة لا مغالبة، ولا بد أن يعطوا الفرصة لباقي الأحزاب من المشاركة حتى نحافظ جميعا على مكتسبات ثورة 30 يونيو..
أتمنى أن تصل رسالتي للجميع فما زالت علامات الاستفهام تقلق الجميع، وأنا متأكد أنهم في أمس الحاجة إلى ناصح أمين عالم ببواطن الأمور السياسية، وإلا نحول السباق الانتخابي الشريف إلى معركة يتحول فيها الاختلاف في وجهات النظر إلى خلاف، فهناك من النواب ممن انضموا لحزب مستقبل وطن عليهم علامات استفهام كثيرة..
فهناك من هو مهدد بالحبس بسبب واقعة جمع أموال من الأهالي لمشروع تم وقف أعماله، وهناك من يحاول جادا أن يحصل وشقيقه على مقعدي الدائرة، نظرا للخلاف الكبير بينه وبين النائب الثاني معه في الدائرة نفسها.. وهناك من يحاول إيهام البسطاء أنه نائبهم وانكشفت الحكاية.. وهناك من عليه أحكام قضائية.. وهناك من لا يصلح.
يجب أن يتأكد كل هؤلاء أنه لا مكان لهم في البرلمان المقبل، وأن المجالس المحلية المقبلة لا بد أن يغلب فيها صوت العقل، وأن تكون المشاركة عنوانها، لأن المغالبة ستقضي عليها، وستتحول الحياة البرلمانية في مصر إلى صراعات فاشلة، بل وسيخلقون العداوات والأحقاد.