رئيس التحرير
عصام كامل

رضوى الشربيني ومنى أبوشنب وتفسخ المجتمع!


انهالت علينا خلال الفترة الماضية العديد من الأفكار الغريبة على مجتمعنا، والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك حالة من التفسخ انتابت مجتمعنا. الإعلامية "مني أبو شنب" تطلق مبادرة تعدد الزوجات وأن الزوجة الثانية إصلاح وتهذيب للزوجة الأولى، والإعلامية "رضوى الشربيني" تدعو صراحة إلى التمرد على الزوج والتعامل معه بكل "قرف وعنف" بل وعدم الحاجة إليه.


وأنا هنا لست بمن يعرف الخلفية التاريخية لحياة كل من "منى أبو شنب" أو "رضوى الشربيني" كي أقول بأن ما تطرحانه من أفكار نابع عن "عقد نفسية" نابعة من تجارب شخصية ولكن بالتدقيق فيما يقال هنا أو هناك أجد نفسي في وضع استغراب بل ودهشة بسبب خروج هذه الأفكار الغريبة من سيدتين المفترض أنهما إعلاميتان.

فالتعميم ثم التحريض من سيدة على السيدات، ومن سيدة على الرجال بهذا الشكل العلني والمبالغ فيه يدعو إلى القلق على مجتمع عاش طول عمره بعادات وتقاليد شرقية حتى لو كان فيه ما هو غربي بشكل غير معلن.

عندما يسمع الكبار ما يقال في هذا الموضوع ربما يكون رد الفعل أكثر عقلانية ولكن ماذا يحدث عندما يسمع الصغار (أولاد وبنات) كلام على شاكلة: "لو مراتك زعلتك اديها بالشبشب.. أو اتجوز تاني علشان تكسر أنف الأولى.. أو أي راجل مالوش لازمة في الحياة وكلهم مقرفين.. إلخ ".. هل نريد تربية الأطفال على أفكار غريبة من الصغر وندخل بهم إلى التفسخ الاجتماعي من أوسع الأبواب أم أن حب الشهرة والظهور مع انتشار مجتمع السوشيال ميديا أصبح أمرا واقعا حتى لو كان على حساب القيم والعادات والتقاليد.

وهنا إذا تحدثت وتناقشت مع المذيعتين حول هذه الأفكار قد يكون لهما منطق تقتنعان به ولكن في النهاية يظل وراء هذا المنطق أسرار وخبايا لا أحد يعلمها إلا صاحبها وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال الاقتناع بما يقال إلا إذا تم الكشف عن ما هو مسكوت عنه ودوافع ما يقال الحقيقية.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون تجربة أو تجارب شخصية لــ "رضوى الشربيني" دليلا على التعميم بأن كل الرجال وحشين ولابد من الاستغناء عنهم.. أو لا يمكن الاقتناع بما تقوله "منى أبو شنب" ضد حق المرأة لو كان نابعا ذلك من تجارب شخصية تعلمها عن قرب.

طاب رايحين بينا وبعيالنا وعيالكم على فين يا هوانم!
وللحديث بقية طالما في العمر بقية...
الجريدة الرسمية