الفريق يونس المصري.. والمهمة الصعبة
لست من بين الذين يتسرعون في الحكم على نجاح مسئول أو فشله في مهمته لمجرد الحب أو الكراهية، لكن ينبغي على كل من يصدر الأحكام أن يتريث في حكمه، وأن يتيح الوقت للمسئول أن يضع أفكاره وتصوراته لمنظومة العمل، وأن تكون هناك نتائج إيجابية ونجاحات على مختلف المسارات لا ينكرها إلا حاقد أو جاهل..
أي مسئول يجب أن تتاح له الفرصة ليضع علمه وخبرته للإسهام في دوران عجلة العمل من أجل المصلحة العامة، التي ينبغي أن تكون على قائمة أولوياته، وهذا لم يتحقق على أرض الواقع إلا من خلال كوادر مؤهلة للعمل ليلا ونهارا، ولديها جميع أدوات التميز والابتكار للوصول إلى الأهداف المطلوبة..
أما في حالة إساءة الاختيار فطبيعي أن تكون الآمال مخيبة والنتائج صادمة، وبالتالي العواقب وخيمة.. كل مسئول يجب محاسبته حال الإخفاق في مهمته من قبل الحكومة، أما التغيير فهذا أضعف القرارات لكن سوء الاختيار يصب في غير صالح الوطن من أوجه عديدة..
الطيران المدني مر بظروف صعبة للغاية، وتولي مسئوليته وزراء كثر في غضون ثمان سنوات، وتكبد خسائر فادحة نتيجة ظروف سياسية وسوء اختيار، والآن هو يفتح صفحة جديدة في مشواره التاريخي، بعد تولي الفريق طيار يونس المصري حقيبته الوزارية، وإنصافًا للحق الرجل منذ أن تولى المسئولية وهو يعمل ليلا ونهارا من أجل أن يُحدث تغييرًا جذريًا في جميع أنشطته، بعد أن استعان بقيادات جديدة لها تاريخ مشرف في هذا المجال، وأعاد ترتيب البيت، لكن هناك الكثير من الملفات والمهام الصعبة لديه..
وزير الطيران في جولات مكوكية سواء في المطارات سواء كان مطار القاهرة أو المطارات الداخلية ومصر للطيران التي بدأت تتحرك نحو الأفضل، وما زال هناك الكثير من الخطوات لتكون شركة طيران عملاقة ومنافسة في سوق النقل الجوي.. أيضًا مدينة مطار القاهرة التي اهتزت صورتها في الآونة الأخيرة من أجل المصلحة العامة، ويجب الإسراع في وضع ما تبقى في الصورة..
وزير الطيران أمامه الكثير والكثير لكننا نأمل أن يحقق الآمال التي ينتظرها الجميع خلال الفترة المقبلة، وتكون النتائج هي المعيار الحقيقي للحكم على ما تحقق دون مبالغة في المشاعر.