الشيخ أبو زهرة: أخشى على فتاة اليوم من اللهو واللعب
في مجلة "الجيل" عام 1955 كتب الشيخ محمد أبو زهرة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق ردا على سؤال (هل تخيفك فتاة اليوم) فقال: أولا أنا لا أخاف غير الله، إن الفتاة تسير الآن في طريق من شأنه أن يقوى شخصيتها وإرادتها وهو طريق العلم والثقافة.
وإن هذا بلا ريب يجعل للفتاة وجودا مستقلا وإرادة تستطيع أن تضبط بها كل شئونها ولا تكون تابعة لهوى أحد ولا يستطيع أن يخدعها أحد، بل تفعل ماتفعل متحملة مسئوليته وهذا أمر ليس فيه ما يخشى منه عليها ولا على المجتمع.
إنما الذي نرجو أن تسلم منه ولا تنحرف إليه أن تنظر إلى الحياة نظرة لاهية لاعبة فلا تعرف من الحياة الاجتماعية إلا أن تحضر المحافل الراقصة أو الملاهى البريئة وغير البريئة، وهى ما يطلق عليها في بعض الأوساط اليوم "فتاة المجتمع" هذا هو ما يخشاه المصلح الاجتماعى، فإن كل ما تكسبه الفتاة من ثقافة تسمو بمداركها يذهب هباء منثورا إذا استولت عليها تلك الحياة اللاهية اللاعبة، فتنصب كل ثقافتها على هذا النوع من اللهو.
فبدلا من أن تدرس الفرنسية مثلا لتتزود بما في اللغة من زاد علمى تدرسها لتلوى بها لسانها في محافل الرقص واللهو لذلك أرجو بعد أن اتسعت ثقافة المرأة في مصر أن تأخذ الحياة جدا وليس لهوا، ولتعرف أن كرامة المرأة أن تكون عضوا عاملا في المجتمع لا أن تكون محط الأنظار اللاهية.
أنه لأكرم عند الله وعند الناس تلك المرأة الريفية التي تخرج مع زوجها يحمل هو فأسه ليضرب بها الأرض فتنتج أطيب الثمرات ولتلقى هي البذر معه.هذه أكرم عند الله من نجوم المسارح وفتيات المجتمع بالمعنى الذي ذكرناه. أننى أرجو من فتاة اليوم أن تكون متعلمة جادة وأخشى أن تكون متعلمة لاهية.