رقابة شعبية!
طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي المواطنين بأن يتابعوا ويراقبوا عملية تطوير التعليم التي تبدأ هذا العام الدراسى، من خلال القيام بزيارات لمدارس بناتهم وأبنائهم بشكل مستمر.. وقال إنه سوف يقوم هو شخصيا بزيارات للمدارس أيضا، وإن كنّا نتمنى ألا تقتصر هذه الزيارات الرئاسية على مدارس محددة سلفا من قبل وزارة التعليم، وإنما تشمل مدارس في أحياء شعبية وقرى ونجوع، وتكون بشكل مفاجئ.
وطلب الرئيس هذا مهم، لأن الرقابة الحكومية ليست وحدها كافية لمتابعة ومراقبة عملية التطوير للتعليم، التي ما زالت تواجهها مشكلات وعقبات، تتجاوز مجرد قبول واقتناع الرأي العام بها، وتتجاوز أيضا مقاومة أصحاب المصالح في الوضع الحالى لها، وتتمثل أهم هذه المشكلات في عدم تدريب كل المدرسين، وعدم استيعاب كل العاملين في الإدارات التعليمية لجوهر هذا التطوير، ومعهم العاملون في إدارات المدارس أيضا، وتأخر الكتب المدرس، ربما لضيق الوقت الكافى لهذا التطوير.
والرقابة الشعبية حتى تكون مجدية يتعين أن يتاح لمن يقومون بها حق رصد العيوب والسلبيات، أي حق النقد، حتى يتم تصحيح هذه العيوب والسلبيات أولا بأول، وبالتالى يجب أن يتقبل المسئولون عن التعليم بصدر رحب هذه الانتقادات، وهذا لا يتعارض مع ما طالب به الرئيس بأن نمنح الوقت الكافى لتجربة التطوير حتى تؤتى أكلها.