رئيس التحرير
عصام كامل

برلمان «رد الفعل».. النواب لا يتحركون إلا بعد وقوع الكوارث.. حادثة «ديرب نجم» تكشف المستور.. مشادات تحت القبة مع وزيرة الصحة.. والمطالبة بتطوير السكة الحديد شعار البرلمانيين بعد كل

مجلس النواب
مجلس النواب

لا يخفى على أحد ما يعانيه قطاع الصحة من مشكلات في مصر، مشكلات سواء كانت نقص الأدوية أو زيادة قوائم الانتظار، فضلا عن التجاوزات التي تحدث في المستشفيات مثل الأخطاء في إجراءات العمليات أو نقص الأسرة وما يترتب عليه من وفاة بعض المرضى.


ديرب نجم
وما حدث قبل أيام في مستشفى ديرب نجم بمحافظة الشرقية من وفاة عدد من مرضى الغسيل الكلوي، ليس جديدا، فالجميع يعلم كم المشكلات التي تواجه وحدات الغسيل الكلوي في مصر والبالغ عددها 583 وحدة، بينها 218 وحدة قطاع خاص، وفقا لما أعلنته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، وتقدم هذه الوحدات العلاج لـ50269 مريضا هم إجمالي مرضى الفشل الكلوي في مصر.

وعلى الرغم من ذلك بمجرد أن تقع الحادثة يسارع نواب البرلمان في إصدار التصريحات التي تهاجم الحكومة وتطالب بتطوير منظومة الصحة، وخروج النواب بتصريحات ليس لعدم علمهم بمثل هذه المشكلات قبل حدوثها ولكن من منطلق «أنا موجود».

رد الفعل
عدد كبير من النواب لا يهتم بفتح أي ملف إلا بعد وقوع كارثة وهو ما حدث بعد واقعة الوفاة والإصابة في مستشفى ديرب نجم، حيث خرج عدد كبير من النواب، لمطالبة الحكومة بتشديد الرقابة على وحدات الغسيل الكلوي، وتوفير الدعم اللازم للمرضى.

وعلى الرغم من أن نواب كثيرين يصفون الحكومة بأنها «حكومة رد فعل» لا تتحرك إلا بعد وقوع الحادثة، إلا أن النواب كذلك يقعون في نفس ما يتهمون به الحكومة.

مشادة كلامية
وبسبب «رد الفعل» وقعت مشادة كلامية في اجتماع لجنة الصحة الأخير مع الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أثناء مناقشة أزمة ديرب نجم، حين وجه النائب خالد الهلالي، عضو لجنة الصحة، اتهاما للوزيرة بأن وزارة الصحة «وزارة رد فعل» لم تتحرك إلا بعد وقوع الكارثة.

وهو ما اعترضت عليه الوزارة وردت بطريقة استفزت النائب الذي قال للوزيرة: "مينفعش تشخطي انتي في البرلمان"، وهو ما دفع النائب محمد خليل العماري، رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب، للتدخل والتهدئة.

السكك الحديدية
وهناك ملف آخر يتم التعامل معه بنفس المنطق، وهي السكك الحديدية التي لا يمر أسبوع إلا وهناك مشكلة سواء بتعطل قطار أو خروج آخر عن القضبان، وجميع النواب يعلمون حجم ما تعانيه القطارات والقضبان من مشكلات، إلا أن لغة الكلام واحدة.

وقبل أيام شهدت السكة الحديد، سقوط عجلة البوجي الأمامي لجرار قطار «٥٤٠ ركاب» «طنطا- منوف- القاهرة» بحوش محطة شبين الكوم الجديدة على سكة المخزن، أثناء مرور قطار ٥٣٥ الوارد من محطة القاهرة لطنطا على سكة الطوالي بالمحطة، وتعامل نواب البرلمان لم يختلف كثيرا عن طريقة التعامل مع الحوادث الأخرى.

حيث خرج عدد من الأعضاء ومطالبة الحكومة بخطة لتطوير قطاع السكك الحديدية، لأن أوضاعها أصبحت لا تليق بدولة مثل مصر ترفع شعار التنمية في كافة المجالات، فقطاع السكك الحديدية لازال يعاني من التراجع في الأداء مع استمرار مسلسل الحوادث الذي لا يتوقف.

ووجه النائب محمد زين الدين –سؤالا مكررا للحكومة- قال فيه: متى يتوقف القتل المجاني في حوادث القطارات؟ وما الإجراءات والجهود التي تقوم بها الوزارة لتطوير القطارات؟.
الجريدة الرسمية