لعنة المحروسة.. انهيار المنصف المرزوقي عدو مصر الأول في تونس
شكل إعلان 85 قاديا وعضوا في حزب "حراك تونس الإرادة" الذي أسسه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، في 20 ديسمبر 2015، دليلا كبيرا على كذب صديق "راشد الغنوشي" زعيم حركة النهضة "إخوان تونس" ورجل قطر وتركيا في تونس، على الحرية والديمقراطية التي ينادي بها وسقوطه في ديكتاتورية الرجل الواحد.
انهيار حزب "تونس الإرادة"
فقد استقال 85 قياديا وعضوا في حزب المرزوقي؛ لتصيبه لعنة مصر، التي طالما هاجمها بعد ثورة 30 يونيو تقربا للإخوان وطمعا في الرضا القطري التركي، واتهم القيادي المستقيل عن "حزب تونس الإرادة" طارق الكحلاوي، المدير السابق للمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، الرمزوقي بالاصطفاف خلف تركيا وقطر، بعد رفضهم لدور أنقرة والدوحة بدعم الإرهاب في سوريا.
وقال الكحلاوي، في تصريحات صحفية، إن التموقع السياسي الداخلي للحزب أدى لاصطفافات إقليمية قائمة على الانحياز لأنظمة وزعامات بعينها بشكل آلي وليس على أساس المصالح التونسية العليا والسيادة الوطنية.
تصريحات الكحلاوي، تكشف عن شخصية "المرزوقي" رجل قطر في تونس، فلم يعد خافيا على أحد أن الحملة الانتخابية الرئاسة لـ"المرزوقي" كانت ممولة بالكامل من قطر، خلال الانتخابات ديسمبر 2014 التي فاز بها القائد الباجي السبسي.
وقد قد قال النائب التونسي وليد جلاد، بأن الحملة الانتخابية للرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي كانت ممولة من قطر.
كل تصريحات المرزوقي، هي تحمل وجهة نظر جماعة الإخوان وقطر، فهو دائم الهجوم على الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب "مصر والسعودية والإمارات والبحرين"، والتي قاطعت قطر لدعمها لجماعات الإرهابية، فرأى المرزوقي أن هذه المقاطعة تستهدف دور قطر الداعم للثورات، ولكن تناسى كل التقارير التي تؤكد على تورط الدوحة في دعم الإرهاب.
سياسي فاشل
المرزوقي الحقوقي الذي تولى رئاسة تونس في لحظة ارتباك شعبي داخل تونس، ونشوة وصول الإخوان إلى الحكم، سقط سقوطا ذريعا في انتخابات ديسمبر 2014 أمام السبسي، هذا السقوط تابعه سقوط في العمل الحزبي.
فقد بدأ المرزوقي حياته السياسية بتأسيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في 13 ديسمبر 2011، وهو نفس تاريخ استلامه رئاسة الجمهورية التونسية، وبعد فشله في الانتخابات الرئاسية التونسية في 2014، أسس "حراك شعب المواطنين" الذي انضوت فيه عدة أحزاب تونسية صغيرة، وبعد فشل حراك الشعب أسس المرزوقي في ديسمبر 2015 حزب "حراك تونس الإرادة"؛ لتكون استقالات الـ85 بداية لانهيار المرزوقي سياسيا.
رجل قطر
يعد المرزوقي رجل قطر وصديق راشد الغنوشي زعيم الإخوان، والأخير لعب دورا كبيرا في وصول المرزوقي إلى حكم تونس؛ ليكون أداة قطر وتركيا والجماعة في السيطرة على القرار التونسي.
في مايو 2015 أثارت تصريحات "المرزوقي" في منتدى قطر استهجان عدد من السياسيين، والإعلاميين، والشخصيات الوطنية، بعدما استهل كلمته بشكر حكّام قطر نيابة عن الشعب التونسي لوقوفهم بجانب بلاده ودعمهم لها طيلة سنوات الانتقال الديمقراطي (متناسيا هتاف الجماهير: لا أمريكا لا قطر، تونس حرة حرة، وقطر على بره...). ولم يكتف المرزوقي بذلك بل اعتبر الدوحة من قوى الخير التي ساهمت في بناء تونس الجديدة.
تصريحات المرزوقي المغازلة لقطر، واجهت بحملة استهجان كبيرة وصلت للمطالبة بإسقاط الجنسية التونسية عنه ومقاضاته وطرده.
واعتاد الرجل اتخاذ قطر منصة لفتح نار الانتقادات على الدول العربية وخصومه السياسيين داخل تونس، وليس غريبا أن يشعر المرزوقي بارتياح في موطنه البديل، بعدما استفاد من خدمات قناة الجزيرة، التي تطوّعت لقيادة حملته الانتخابية، كما أنه حقق مكاسب مالية من خلال مقالاته في مركز الدراسات التابع للجزيرة.
لعنة مصر
رغم انتقاله من فشل إلى فشل ومن سقوط إلى سقوط، الرجل الطامع في العودة لكرسي قرطاج، لا يكف ليل نهار عن مهاجمة مصر، والتدخل في شؤونها الداخلية، وكان آخرها إطلاق ما يسمى حملة دولية لرفض أحكام الإعدام بحق عناصر الجماعة الإرهابية، بدعم من قطر والتنظيم الدولي للإخوان.
لعنة المحروسة أصابت "المرزوقي" فانتقل من مربع انتظار الرئاسة إلى خانة السقوط السياسي، واليوم يشهد انهيار حزب "تونس الإرادة"، والذي أراد أن يكون مشروعا ليوصله لحكم قرطاج مرة أخرى؛ لينفجر من الداخل، وأصبح مهزوما في بيته السياسي.