ورقة بحثية تكشف سياسات إثيوبيا الجديدة ومصير سد النهضة.. «آبي أحمد» يرفع شعار السلام مع إريتريا أولوية.. إعادة حقوق «الأورموا» ضرورة.. عدم التعجل في بناء السد.. وفرصة ذهبية لمصر
لكل رجل أهدافه وأحلامه التي يطمح إليها بمجرد جلوسه على كرسي الحكم، ولأن إثيوبيا لم تعد مجرد دولة أفريقية فقط بل هي الأقرب لمصر في الوقت الحالي وكل ما يدور داخلها يؤثر بشكل مباشر على القاهرة، فإن معرفة أهداف وطموح الرجل الذي جلس على كرسي رئاسة وزرائها منذ أشهر قليلة بات أمرًا واجبًا.
وتحليل شخصية «آبي أحمد» الذي خلف «ديسالين» إثر احتجاجات كبيرة، يعد في حد ذاته حدثًا كبيرًا إذ إن «آبي أحمد» جاء ممثلًا للمعارضة ومن خارج تيار السلطة في حادثة لا تتكرر كثيرًا، ربما ذلك ما دفع الباحث باراك بارفي إلى مناقشة تلك النقطة وإخراجها في ورقة تحليلية صدرت عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
السلام مع إريتريا
وبحسب الورقة التحليلية فإن أولوية رئيس الوزراء الأثيوبي «آبي أحمد» هي عملية السلام مع إريتريا، والتي تم اتخاذ خطوات جادة فيها وكانت مصر حاضرة بقوة في هذا الملف، ويعد السلام مع الجارة العنيدة نهاية فصل كبير من الصراع استنزف الموارد المالية الإثيوبية وخلق توترات كثيرة في القارة السمراء.
ورغم اعتراضات الكثيرين على تلك العملية التي بادرت بها إثيوبيا، إلا أن الكثيرين يرونها خطوة ستصب في الصالح العام.
الإصلاح الداخلي
أما ثاني أولويات «آبي أحمد» كما قال باراك بارفي هي الإصلاحات الداخلية التي باتت تشكل مشكلة حقيقية في ظل سياسات رئيس الوزراء السابق «ديسالين» وهو ما أدى في النهاية إلى احتجاجات شعبية استمرت لأكثر من عام ونصف، كما يحمل رئيس وزراء إثيوبيا حمل إعادة الحقوق لأقلية «الأورموا» التي عانت خلال العقود الماضية.
سد النهضة
أولويات «آبي أحمد» هي ما دفعته لعدم الاستعجال على مشروع سد النهضة، فكانت أولى تصريحاته - بحسب الورقة البحثية - تقلل من التوقعات بشأن السد الذي أوضح إنه سيحتاج لعشر سنوات عمل بدلًا من ثلاثة كما قيل، وهو ما دفع باراك بافي إلى التأكيد على أن مصر بدأت تدرك ذلك جيدًا خاصة بموت «سيمجنيو بيكيلى» مدير مشروع سد النهضة، كفرصة لوضع إستراتيجية جديدة بشأن المياه.
وتختتم الورقة توصياتها بما هو موجه إلى واشنطن، فهى تشير عليها باستثمار العلاقة الجيدة التي تربط مصر بإثيوبيا الآن، من خلال بذل الجهد في حل إشكالية «فترة تعبئة الخزان»، حيث يرى الباحث أنها ما زالت النقطة العالقة ما بين البلدين، فمصر تود إطالة أمدها قدر الإمكان، للتقليل من الانخفاض السنوى في مردود المياه من نهر النيل، حيث تطالب بفترة تتراوح بين سبعة وعشرة أعوام، علمًا بأن الخطة التنفيذية لـ«سيمجنيو بيكيلى» قبل وفاته، كانت تستهدف إتمامها خلال خمسة أعوام بحد أقصى.
وبحسب ما أورده «باراك بارفى»، فهو يدعو واشنطن للخروج من هذا الجمود بأن تحث الطرفين على القبول بفترة سبع سنوات لـ«ملء الخزان»، فتوازن بذلك بين حاجة إثيوبيا إلى تحقيق عائدات سريعة على استثمارها، وبين الأضرار التي قد يسببها جدول زمنى معجل لمصر، كما يمكن للمسئولين الأمريكيين المساعدة في إعداد حزمة مساعدات دولية، للمحاصيل التي تعتمد على المياه بشكل كبير، ما يتيح لمصر الحفاظ على مواردها القيمة، بالنظر إلى السد باعتباره مشروعًا جديرًا بالاهتمام، حيث سيوفر الكهرباء بكلفة أقل لبعض من أكثر دول العالم فقرًا.