رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جميل راتب في آخر حوار قبل وفاته: شبعت من الحياة وأنتظر الموت كي أستريح

فيتو

- أرفض كتابة مذكراتي وما قدم بعد ثورة يناير أشبه "بالتفاهة"

- يوسف شاهين فقد إبداعه في آخر أيامه وأحمد زكي حاول الانتحار بعد فيلم "الكرنك"

أكثر من 75 عاما عاش فيها فنان يعطى الفن بإخلاص ليمن عليه الله بجمهور كبير يعوضه عن قرار عدم إنجابه، فاستطاع خلال مسيرته أن يلعب جميع الأدوار ويقف أمام جميع عظماء الفن، فلعب الكوميدي والتراجيدي وغيرها من الألوان.. بدايته كانت من العالمية عن طريق عدد من الأفلام في السينما الفرنسية، وبعدها جاء لمصر ولمع اسمه بين عالم النجوم من خلال عدد كبير من الأفلام حصد خلالها عدة جوائز عالمية ومحلية، بالرغم من تقدم عمره ومرضه فإن روح الفن كانت تجرى بداخله، وحرصت "فيتو" على محاورة الفنان جميل راتب قبل وفاته عن عمر يناهز الـ92 عاما.

وكان الحوار كالتالي:

في البداية، لماذا ابتعدت عن الفن في الفترة الأخيرة؟
ابتعدت عن الفن بسبب ظروفى الصحية التي أمر بها فأنا أجلس على كرسى متحرك ولا أستطيع الحركة، وذلك هو السبب الرئيسى في بعدى مؤخرا.

هل من الممكن أن تعود للفن مرة أخرى عن طريق أحد الأفلام أو المسلسلات؟
يعرض عليَّ حتى الآن العديد والعديد من الأدوار، ولكنها غير مناسبة لى ولعمرى، لذلك أرفضها، ولكن إذا عرض على أحد الأعمال التي أحسها "مفصلة" لى، فسوف أقبلها دون تردد.

هل تتابع الأعمال الفنية التي تُقدم حاليا؟ وما تقييمك لها؟
بالفعل أتابعها ولكن في التليفزيون لصعوبة الحركة، ولكنى لا أذهب للسينمات، يوجد أعمال جيدة جدا، ولكن يوجد على النقيض الآخر أعمال تجارية لا تليق بمستوى الفن المصرى.

ما رأيك في الشباب وما النصيحة التي تود أن تنصحهم بها؟
يوجد عدد كبير من الشباب الذي أراه يقدم أعمالا جيدة للغاية، فيوجد على سبيل المثال أحمد السقا وكريم عبد العزيز وخالد النبوى ومنة شلبى ونيللى كريم، أما عن النصيحة فهؤلاء لا يحتاجون إلى نصيحة، بل العكس نحتاج إلى نصائحهم.

كرمت منذ أكثر من شهر بمهرجان "الأقصر للسينما الأفريقية" في أول تكريم لك في مصر، فهل ترى أن التكريم تأخر؟
عشت طوال حياتى أمثل لعشقى للتمثيل وليس انتظارا للتكريم، ولكنى لا أراه تأخرا لأنى كرمت أكثر من مرة على مدى مشوارى، ولكن تكريمى الأخير الأول من نوعه لأنه يعتبر تكريما أفريقيا.

اهتمام الدولة والرئيس السيسي في الفترة الأخيرة بالمهرجانات الفنية ورعايته لها كيف تراها؟
أرى أن ذلك شيء في منتهى الأهمية، وأراه أيضا احتراما للفن وممثلى المهن الفنية، فذلك مشرف جدا أمام العالم.

شاركت مؤخرا كضيف شرف في فيلم "أمس" فماذا عن هذه المشاركة؟
فيلم "أمس" هو فيلم مغربى فرنسى، انتهيت من تصوير مشاهدى به مؤخرا، ومن المقرر أن يعرض في صالات العرض المغربية خلال الفترة المقبلة، أما عن تفاصيل شخصيتي فلا أحب أن أتحدث عنها حاليا لشروط تعاقدى.

من خليفة جميل راتب في التمثيل والإخراج؟
مصر مليئة بالعديد من المواهب في التمثيل والإخراج، ولكن جزئية الخليفة وصف خاطئ فلكل فنان ولكل مخرج طريقته التي يتميز بها، فلا تجد شبيها لإسماعيل ياسين، ولا شبيها لعادل إمام أو حتى شبيها لأحمد السقا، فلكل شخص طريقته وجمهوره الذي يحب تلك الطريقة.

كيف ترى ثقافة الجيل المتواجد حاليا؟
الثقافة أهم الأشياء التي تميز الفنان، وذلك ينطبق على العمل الذي يقدم من حيث المضمون، لأن ثقافة المجتمعات تظهر مما يقدم في الشاشات.

ما رأيك في الرقابة على الأفلام؟
أنا ضد الرقابة، فالرقابة تقوم بهدم الإبداع، أما عن التصنيف العمرى للأفلام فتلك هي الحسنة الوحيدة لدى الرقابة، أما عن المؤلفين والمخرجين فلا بد م أن يفهموا أن كل شيء من الممكن أن يقدم بأكثر من طريقة فلا بد أن يأخذوا الشيء الجيد، ولكن في الفترة الأخيرة أرى أفلام المقاولات بدأت تندثر شيئا فشيئا، على عكس بعد الثورة مباشرة، فما قدم بعد الثروة أفلام "تافهة" بلا مضمون، فالممثلون والمخرجون والمؤلفون الذين عملوا في هذه الأفلام جميعهم "تافهين"، حتى الألفاظ التي كانت تستخدم بالفعل هي لغة شعب ولكن لا يمكن إبرازها.

وماذا عن فكرة المذكرات التي يلجأ لها بعض الفنانين؟
ماذا سأحكى في تلك المذكرات، فلا يوجد شيء لقصه، ففكرة أنى أتحدث عن نفسى أنا ضدها، فالذي يحب أن يتحدث عنى فأهلا به، أما فكرة كتابة مذكراتى لا أجدها مناسبة.

ما رأيك في السيناريوهات المقدمة حاليا؟
يؤلمنى في السيناريوهات المقدمة الكلمات الخادشة للحياء، وفى وجهة نظرى جيل أسامة أنور عكاشة هو أفضل الأجيال في كتابة السيناريو، ولكن لا نظلم الجيل الحالي فيوجد البعض يقدم أعمالا جيدة.

وماذا عن علاقتك بيوسف شاهين وأحمد زكى؟
يوسف شاهين لا بد من أن نفخر به في كل لحظة فهو مخرج عالمى، فنستطيع أن نقول إنه فاهم سينما، ولكن حينما تدخل في المواضيع "ضاعت منه المقادير"، فهو مخرج عظيم وعندما كتب له عظماء الكتاب كان مبدعا للغاية، ولكن عندما تدخل في الكتابة "ضيع إبداعه" لأنه فضل أن يصف عددا من الأشياء خلال أفلامه بلغة لم يفهمها أحد.

أما عن أحمد زكى فأتذكر أننى كنت سأمثل معه بفيلم "الكرنك" حين طلبنى يوسف شاهين للتمثيل وكان حينها أحمد زكى معى في نفس الفيلم، وبعد ذلك تم تغيير الأبطال وكنت أنا وأحمد زكى خارج الفيلم، وذلك أثر كثيرا جدا في نفسية أحمد زكى لدرجة أنه حاول الانتحار، ولكن بعد ذلك تفوق زكى على نفسه من خلال عدة أفلام قدمها.

في النهاية هل يخشى جميل راتب الموت؟
الموت هو مصير كل إنسان فأنا حققت كل آمالى وطموحاتى في الحياة، فأنا شبعت من الحياة ولا أنتظر منها شيئا آخر، ولكنى أنتظر الموت لكى أستريح.
Advertisements
الجريدة الرسمية