«عبدالناصر» يشارك أهالي رشيد ذكرى النصر عام 1956

في مجلة "المجتمع العربي" عام 1959 كتب المحامي أنور أحمد "رئيس التحرير" مقالا يحيى فيه ذكرى انتصار مدينة رشيد وتصديها لحملة فريزر الإنجليزية التي حاولت احتلالها عام 1807.

وقال في مقاله: "تحتفل مدينة رشيد بذكرى انتصارها على الجيش الإنجليزى "19 سبتمبر 1807" الذي حاول غزوها، فلقنه شعب رشيد درسا رائعا في التضحية والثبات دفاعا عن الأوطان".

وتابع:"فقد استطاع أهل رشيد وحدهم رد جيوش الإمبراطورية البريطانية التي لا تهزم، وتمزيقها والتنكيل بها، وإرغام فلولها على الهرب والجلاء عن البلاد دون الاستعانة بالجيش النظامي للوالى الخائن الدخيل، وذهب الرئيس جمال عبد الناصر إلى رشيد في يوم عيدها وأعلن الزعيم الذي حرر الشعب: أن هذا الشعب عندما تحرر ووجد نفسه استطاع أن يحقق المعجزات وان يستعيد ذكرى أمجاده ويحتفل بها".

وأضاف أنور أحمد:"ما أكثر الأمجاد في حياة هذا الشعب العريق، وما أكثر الأيام الخالدة في تاريخه، والتي حاول الاستعمار طمسها حتى لا تتوهج ذكراها فتنير له طريق الحياة.. لقد كان الاستعمار يكره أن يتذكر هذا الشعب أنه قهر الجيوش الفرنسية في المنصورة وأسر ملك الفرنسيين، وأنه هزم الجيوش البريطانية في رشيد وألقى بها في البحر، وأن الدول العظمى كلها تآمرت عليه لكى يحطم أسطوله الذي كان أعظم أسطول في البحر المتوسط".

وأردف:" ثم دارت الأيام.. وكان جيلنا على موعد مع القدر، ومن صلب الفلاحين خرج شاب كان القدر قد ادخره ليحرر الشعب ويحطم القيود التي تقف في طريقه.. ونهض الشعب المتحرر ليحتفل بذكرى انتصاره في رشيد لأول مرة، وغدا يحتفل بذكرى انتصاره في المنصورة ليصحح الشعب تاريخه الذي طمسه الاستعمار ويمضى في تاريخ المجد يصنع له تاريخا جديدا يلتقى فيه القديم بالجديد".