رئيس التحرير
عصام كامل

علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية: رئاسة شخص «صوفي» لائتلاف الأغلبية عودة للوضع الصحيح

فيتو

>> الصوفيون قادرون على مواجهة الإخوان والسلفيين
>> نمتلك القدرات التنظيمية التي تساعدنا في نشر الإسلام الوسطي

>> ندعو إلى الله بالفكر وليس العنف


اعتبر الشيخ علاء أبو العزائم عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة العزمية، فوز الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية برئاسة ائتلاف دعم مصر خطوة جيدة على طريق إعادة الصوفية لمكانتهم الطبيعية في المجتمع المصري، وأكد أن الصوفية يمتلكون من القدرات السياسية والتنظيمية ما يجعلهم قادرين على القيام بدورهم على الساحة السياسية ومواجهة الإخوان والسلفيين بالفكر وليس بالعنف، وأن يكونوا بديلا سياسيا لهم خلال الفترة المقبلة.. وإلى نص الحوار: 

**بعد تصعيد الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية رئيسا لائتلاف دعم مصر.. هل حان الوقت لتصعيد الصوفية كقوة بديلة للإخوان والسلفيين؟
اختيار الدكتور عبد الهادي القصبي رئيسا لدعم مصر يعد خطوة جيدة من جانب الدولة لتصحيح وضع الصوفية، وحقها أن تكون ممثلة للتيار الديني في المعترك السياسي، ونحن قادرون على التغطية على دور الإخوان والسلفيين الذين أساءوا للإسلام من خلال الجرائم التي ارتكبوها باسم الدين وهو منهم بريء، فنحن قادرون على التغطية عليهم فكريا، وبالتالي اختيار القصبي رئيسا لائتلاف دعم مصر هو شهادة من القيادة السياسية بأن الصوفية يختلفون كما وكيفا عن الإخوان والسلفيين، وأننا على قدر المسئولية، لأن هدفنا مصلحة الوطن في حين أن الإخوان والسلفيين كان غايتهم السيطرة على الحكم.

هل تعتقد أن الصوفية يمتلكون القدرات التنظيمية التي يمتلكها الإخوان والسلفيون؟
بعض الطرق الصوفية لديها بالفعل القدرات التنظيمية التي يمكن من خلالها المساهمة في وضع حلول وبدائل لمشكلات المجتمع، وعلى سبيل المثال الطريقة العزمية لديها قدرات تنظيمية وفكرية، وتمتلك الحجة سواء من الناحية الدينية أو الناحية العلمية التي يمكن من خلالها كسب ثقة الشباب، ووضع برامج تثقيفية لهم بهدف إعداد كوادر سياسية تلعب دورا إيجابيا في المرحلة المقبلة.

كم عدد الصوفيين في مصر، ولماذا يصعب جمعهم أو حشدهم وما خريطة توزيع الصوفية في مصر؟
عدد الصوفيين المسجلين لا يتجاوزون الـ5 ملايين صوفي، وإذا أضفنا لهم المريدين والمحبين سيصل عددهم إلى نحو 50 مليون مصري، لكنهم فعلا غير مؤثرين نتيجة أن الدولة كانت تحجم ظهورهم، وهنا لا ننسى أن الأجهزة الأمنية كانت تركز على التعامل مع الإخوان والسلفيين الذين انكشف الوجه الحقيقي لهم عبر محاولاتهم هدم الدولة، بل وصل الأمر إلى تحريض الإخوان والسلفيين ضد إقامة الموالد، ومحاولات هدم الأضرحة وأحيانا تكفيرنا لكن إرادة الله كشفت هؤلاء الخونة لأوطانهم فهم خوارج هذا العصر، وبالتالي لو شعر المتصوفة بالاطمئنان سيظهر دورهم الإيجابي.

أما عن خريطة توزيع الصوفية في مصر فهم موجودون في كل محافظات الجمهورية، من الوجه القبلي إلى الوجه البحري والدلتا، لكن الأغلبية في صعيد مصر لحبهم لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي الصوفية أكبر من أي حزب فالإخوان لا يتجاوزون مليونا والسلفيون كذلك، والسبب في ظهورهم هو امتلاكهم للمال الذي يتدفق عليهم من الخارج لتمويلهم، في حين أن الصوفيين لا تتوفر لهم الأموال، وفي السابق كان لنا أوقاف ألغاها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

من أين يأتي تمويل الطرق الصوفية وهل رجال الأعمال يسهمون في ذلك؟
نحن لدينا 78 طريقة صوفية، بعض هذه الطرق تصرف على أنشطتها من الموالد التي تمثل دخلا عينيا للطرق، وهذا يسهم به المريدون والمحبون، والدولة تمنح الطرق الصوفية 10% من دخل صناديق النذور التي يسددها الصوفيون، وتعطي 90% لمشايخ السلفية لمحاربة التصوف، وإذا كان دخل صناديق النذور 8 ملايين فهذا يعني أن الطرق الصوفية تحصل على 800 ألف وبحسبة بسيطة تحصل كل طريقة على نحو 850 جنيها شهريا، وهذا المبلغ لا يمثل شيئا، وبالتالي إذا كانت الدولة تريد تقوية الصوفية فلتخصص 7500 جنيه شهريا لكل طريقة، وهنا لا بد أن نشير إلى أن ضعف الموقف المادي للطرق الصوفية جعلها تعتمد في بعض متطلباتها على أبناء الطرق الميسورين ماديا.

هل تعتقد أن المتصوفة يمكن السيطرة عليهم وحشدهم وتوجيههم؟
* ليس في كل الحالات، وهذا يتوقف على قيادة شيخ الطريقة نفسه، فنحن حشدنا في التحرير في مواجهة الإخوان في 25 يناير و30 يونيو، وبالتالي الأمر يعود إلى القيادة الصوفية، وإن كان بعض مشايخ الطرق يخافون من تغيير الأوضاع فيفضلون السكينة مثلما حدث في ثورة 25 يناير ضد مبارك، و30 يونيو ضد الإخوان، خوفا من عودتهم مرة أخرى، لكننا تمسكنا بالرئيس السيسي وما زلنا متمسكين به، لأننا ندرك أنه وطني، ويعمل من أجل الصالح العام لمصر، وبالتالي شيخ الطريقة عليه عامل أساسي في حشد المريدين من عدمه.

**ما الفرق من وجهة نظرك بين الصوفي والسلفي من ناحية الأخلاق؟
الصوفي أهل أخلاق، وما زاد عنك في الخلق زاد عنك في التصوف، فضلا عن أن المتصوف لا يكذب ولا ينافق ولا يحقر من شأن أحد أو يسبه، إلى جانب أن المتصوف لا يكفر أحدا، وبالتالي فهو يختلف عن الإخوان والسلفيين، فنحن نسير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليمه بأن اتحاد الأمة قوة، في حين أن الإخوان والسلفيين يسيرون على نهج تفريق الأمة، فيلقون الاتهامات على الغير بالباطل، فيقولون هذا مبتدع وهذا كافر، فالصوفى يقبل الآخر وهم لا يقبلون أحدا، وعلى سبيل المثال نحن ننظر للإخوة المسيحيين كشركاء في الوطن وهم يكفرونهم، بل إنهم يطلقون علينا الكفرة وأهل القبور، إلى جانب ذلك هم يقولون إن الشيعة ليسوا مسلمين، ونحن نرى أنهم مسلمون وإن اختلفنا معهم وبالتالي هم يريدون تفريق الأمة ونحن نريد تجميعها.

إذا كنتم بهذه القوة وهذا العدد فلماذا لم تظهروا على الساحة السياسية في السابق؟
حاولنا وقمنا بتكوين حزب، ووضعنا الدكتور إبراهيم زهران رئيسا له، وبسبب مرضه دخلنا في منعطف عصف بالحزب مما أدى إلى رفعنا قضية وننتظر النتيجة، وسيكون وقتها لنا وضع سياسي في الدولة، وبالتالي لسنا بعيدين عن السياسة، لأن الرسول والصحابة كانوا سياسيين، ونحن لنا تأثيرنا الواضح على الساحة الداخلية من خلال العمل على نشر الأخلاق التي لو غابت لظهر الوزير والمحافظ المرتشي، وبالتالي دورنا مهم في الدعوة للأخلاق.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية