سدد اللى عليك!
قرأت تصريحات منسوبة للسيد وزير المالية لو صحت فهذه ملاحظاتى عليها:
أولا: قدر الوزير قيمة ما افترضناه خلال السبعة سنوات الأخيرة بنحو من 2 إلى 2،5 تريليون جنيه.. وهذه أول مرة أرى تقديرا تتراوح فيه الأرقام، والفارق بينها نصف تريليون جنيه، أي 500 مليار جنيه.. هل تتخيلون ذلك؟!.. ومن الذي يفعلها ليس أي وزير وإنما وزير المالية الذي في حوزته كل الأرقام الدقيقة بالجنيه وليس بالمليون أو بالمليار جنيه، ويستطيع أن يقول الرقم الدقيق لما افترضناه خلال سبع ساعات وليس سبع سنوات.
ثانيا: أن الوزير لم يقل لنا معلومات ضرورية مثل أي السنوات السبع كان افتراضنا فيها هو الأعلى والأكبر.. وأيضًا مثل لماذا افترضنا كل هذه الأموال الضخمة وفيما استخدمناها، رغم أنه لديه بوصفه وزيرا للمالية كل الأرقام والمعلومات حول ديوننا الداخلية وأيضًا الخارجية.
ثالثا: لقد قال الوزير إننا الآن بعد هذا الارتفاع في ديوننا وصلنا إلى مرحلة: (سدد ديونك)، أي مطالبتنا بالسداد، وقال أيضا إن هذه الأعباء ترهق الميزانية ولابد من السداد حتى نخفف هذه الأعباء، وقبل ذلك حتى لا نحمل الأجيال المقبلة أعباء ما افترضناه نحن..
لكن الوزير لم يقل لنا هل نحن قادرون على السداد، وهل وضعنا خطة للسداد لتخفيض نسبة هذه الديون إلى الناتج القومى.
رابعا: لقد تحدث الوزير في هذا الإطار أيضا عن انخفاض نسبة الضرائب إلى الناتج القومى، وقال إننا لذلك اتجهنا إلى الإصلاح الضريبى.. وهذا أمر مهم، غير أن الأهم منه كان توضيح أن هذا الإصلاح الضريبى لا يتضمن زيادة جديدة في الضرائب، وإنما تقليل حجم التهرب الضريبى..
صحيح أن ذلك بمكن استنتاجه من كلام الوزير، لكن التأكيد عليه صراحة ضرورى، حتى لا يستخدم كلام الوزير في إطلاق شائعات جديدة.