شارع الكافيهات بمصر الجديدة!
اللواء إبراهيم صابر قبل تعيينه نائبا لمحافظ القاهرة كان رئيسا لحي مصر الجديدة، وكان شعلة نشاط ويبذل مجهودا كبيرا في كل المجالات، سواء في النظافة والتجميل وتطوير المباني الأثرية والميادين التاريخية، أيضا حل مشكلة حديقة الميريلاند وتطويرها وافتتاحها أمام المواطنين بعد غلقها سنوات طويلة، كذلك كانت هناك جهود كبيرة في إزالة الإشغالات والتعديات على الأرصفة والشوارع وإغلاق الكافيهات ومراكز الدروس الخصوصية..
كان للواء إبراهيم صابر تجربة فريدة من نوعها في موضوع النظافة، حينما انتهت عقود الشركات الأجنبية عقد عدة اجتماعات مع سكان الحي للتشاور معهم وعرض اقتراحاتهم حول أفضل طريقة لاستمرار الحفاظ على نظافة الحي والشكل التعاقدي في المستقبل، هل من خلال تجديد التعاقد مع الشركات السابقة نفسها أو التعاقد مع شركات أخرى؟ أم بعودة جامعي القمامة كما كان يحدث في السابق؟ وما دور السكان في هذه المنظومة الجديدة؟ وكيفية الفصل من المنبع؟
باختصار كان حي مصر الجديدة في عهد اللواء إبراهيم صابر نموذجا يحتذى لأحياء مصر كلها في النظافة والانضباط وإزالة التعديات وإغلاق الكافيهات ومراكز الدروس الخصوصية.
لكن بعد حصول الرجل على ترقية يستحقها وتعيينه نائبا لمحافظ القاهرة الفوضى عادت من جديد، وعادت معها الكافيهات لإزعاج سكان الحي الهادئ والعقارات الجديدة حتى القديمة أصبحت لا تخلو من الكافيهات أو سناتر الدروس الخصوصية، وانتشرت التعديات والإشغالات، وكل هذا يتسبب في فوضى وازدحام مروري وأزمة في انتظار السيارات وفرض إتاوات على المواطنين من البلطجية والخارجين على القانون.
وبعض شوارع مصر الجديدة التي كانت تتميز بالهدوء تتحول إلى شوارع للكافيهات تحت سمع وبصر وتواطؤ بعض المسئولين عديمي الضمير، وهو عمل غير شرعي يكلف الدولة الكثير من مرافقها وصحة شبابها وهيبتها.
وما يشهده حي مصر الجديدة حاليا يحدث أسوأ منه في كل أحياء مصر، والخوف من فقدان الثقة تماما في أداء المحليات، منذ أيام قليلة اجتمع رئيس الوزراء مع المحافظين الجدد وكانت تعليماته واضحة بالقضاء على الفوضى وإزالة التعديات وحل مشكلات المواطنين، لكن ما زال هناك في أجهزة الحكم المحلي من لا يدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقه، وأنه واجهة الحكومة..
فالمحليات هي أقرب الأجهزة للمواطنين، وتتعامل معهم مباشرة حيث تؤدي لهم أكثر من 50 خدمة، وأي أداء إيجابي حتى لو كان صغيرا فإن تأثيره عظيم ومردوده كبير على الشارع والحكومة، كما أن أي تقصير أو فساد صغير فإنه يسيئ إلى المؤسسة التي تقوم بجهود كبيرة وفيها الآلاف الشرفاء والمتميزين..
نأمل التغيير للأفضل في أداء الحكم المحلي مع رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي للحكومة وتولى اللواء محمد شعراوي مسئولية الإدارة المحلية وحركة المحافظين الجديدة، والله المستعان.
egypt1967@yahoo.com