إحسان عبدالقدوس يكتب: أنا ابن الست
في مجلة "روز اليوسف "عام 1959 كتب الأديب إحسان عبد القدوس مقالا عن فضل أمه عليه ردا على من يصفونه بأنه ابن الست قال فيه:
نعم أنا ابن الست وتلميذها في الحياة والصحافة والسياسة أيضا.. نعم أنا ابنها وتلميذها، أخذت منها البدايات الجيدة، لكنى قدمت إضافات لا تقل جودة.
صحيح أنني ثرت على لقب (ابن الست) الذي ظل يطاردنى سنوات وسنوات، ولكنى لم أرفض هذا اللقب.. إلا لأن أصحابه ومطلقيه علىّ كانوا يريدون بطريق خبيث أن ينسبوا كل فضل أحققه وكل نصر أتمكن منه إلى هذا اللقب، ومعنى هذا أنهم كانوا يريدون تحويلى إلى مجرد كائن لبلابى النزعة.. يحسن التسلق على اسم أمه وشهرتها وليس لى من فضل ولا جهد وراء ذلك.
لكنى أكرر وأقول قدمت إضافات في حياتى لا تقل جودة عن خبرة أمى وشهرتها.
فعن مجتمع روز اليوسف الأم وروز اليوسف المجلة عرفت حقيقة الطبقة المتحكمة ولكنى أضفت إلى تلك المعرفة السلبية معرفة إيجابية عن طريق صداقاتي لأبناء تلك الطبقة المنتمين لأقصى اليمين أو أقصى اليسار كعائلات لملوم والبدراوى وسراج الدين وسيف النصر.
أعطتنى تلك الصداقات رؤية فاحصة واعية لعقلية تلك الطبقة وطريقة حياتها وأسلوب تفكيرها وعن طريق أمى والآلام التي عانتها لأنها رفضت الخضوع للسيطرة الحزبية وأسلحة القهر ووسائل الإغراء المادى والأدبى التي تعرضت لها.. عرفت أسلوب الأحزاب في اصطياد ضحاياها وضمهم إلى قائمة الهتيفة الناطقين باسمها، المرددين ــــ دون وعى ـــ لكل ما يملى في دقة يحسدهم عليها أبرع ببغاوات العالم
لكنى إلى جانب هذه الدروس المستفادة من أستاذتى وأمى فاطمة اليوسف عايشت التجربة بنفسى، ومررت بها في أكثر من واقعة سواء وأنا طالب، أو بعد تخرجى من كلية الحقوق وتفرغى الكامل للعمل الصحفى.