رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة شرف في سوهاج.. عجوز يقتل ابنته ويبلغ الشرطة باختفائها.. المتهم وضع الجثة في جوال.. المباحث تكشف غموض الجريمة.. المتهم يعترف: وضعت رأسي في التراب وغسلت عاري بإيدي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يحتمل العامل العجوز أقاويل جيرانه وهمساتهم عن سوء سلوك ابنته المتزوجة، وأنها استغلت سفر زوجها للخارج، وأقامت علاقات غير شرعية مع بعض شباب المنطقة، وقرر غسل عاره بيده والتخلص منها ومن فضائحها.


همس الجيران
دون تردد انقض العجوز الذي قارب على السبعين، على ابنته وكتم أنفاسها ولم يتركها إلا جثة هامدة، ثم وضعها في جوال، ودفنها في مقابر قريته بمحافظة سوهاج، ثم قدم بلاغا بتغيب المجني عليها، في محاولة لإبعاد الشبهات عنه.

أحداث الواقعة دارت في إحدى قرى مركز المنشأة بمحافظة سوهاج، وبدأت عندما سافر "سالم.أ" للعمل في ليبيا، وترك زوجته "مديحة" -27 سنة- لتعيش في منزل والدها "كامل" البالغ من العمر 68 عاما.

بعد فترة قصيرة راح بعض الجيران يتهامسون فيما بينهم، ويتحدثون عن سوء سلوك "مديحة" وأنها استغلت عدم وجود زوجها، وارتبطت بعلاقات محرمة مع شباب ورجال، ومع الوقت تزايدت تلك الأقاويل، إلى أن وصلت إلى الأب الذي ثأر لشرفه وقرر قتل ابنته ودفنها مع عارها.

جثة في جوال
يوم الحادث استغل العجوز وجوده معها بمفردهما في المنزل، وافتعل معها مشاجرة وانهال عليها ضربا وركلا ثم أطبق على عنقها بكلتا يديه، ولم يتركها إلا بعد أن لفظت أنفاسها الأخير.

وأحضر جوالا ووضع فيه الجثة ثم نقلها في ساعة متأخرة من الليل إلى مقابر القرية، وحفر قبرا عمقه متران، ودفن فيه الجثة ثم عاد إلى منزله وكأن شيئا لم يكن.

في اليوم التالي توجه إلى مركز شرطة المنشأة وقدم بلاغا باختفاء نجلته "مديحة"، مؤكدا أنه بحث عنها لفترة طويلة ولم يعثر عليها، ولم يتهم أحدا باختطافها.

بدأ رجال البحث الجنائي في سوهاج البحث والتحري عن تلك الواقعة، وتبين وجود أقاويل عن سوء سلوك الزوجة المختفية، وربما تعرضت للقتل.

الشرف غالي
حامت الشبهات حول الأب، فتم استدعاؤه وإعادة مناقشته مرة أخرى حول الأسباب التي قد تؤدي لاختفاء ابنته، وعما يتردد عن سوء سلوكها، وبتضييق الخناق عليه انهار واعترف أنه قتلها بعد أن وضعت رأسه في التراب، وضيعت شرفه وشرف عائلتها.. وقال: "لم أحتمل كلام الناس.. إحنا صعايدة والشرف غالي.. كان لازم تموت علشان نرفع راسنا".. وبعد أن انتهى من سرد تفاصيل الجريمة أرشد رجال المباحث إلى مكان دفن الجثة.

انتقل مأمور مركز شرطة المنشأة وضباط وحدة البحث الجنائي بالمركز، يرافقهم المتهم إلى المكان الذي حدده، وعثر على الجثة مدفونة على عمق مترين، وتم إخطار النيابة العامة التي انتقلت بدورها لمعاينة الجثة، وأمرت بنقلها إلى مشرحة المستشفى المركزي، وكلفت البحث الجنائي بإجراء المزيد من التحريات حول ظروف وملابسات الجريمة، وبدأت التحقيق مع الأب المتهم.
الجريدة الرسمية