الإهمال يضرب المترو.. والوزير يلغي الاستثناءات!
طالب الصديق الباحث الوطني المهموم بقضايا وطنه الدكتور سعد الزنط بإلغاء الاستثناءات التي تُعطى للجهات بلا مبرر، وضرب المثل بالعاملين بإحدى الجهات، وتسأل لماذا يسافرون على طائرات مصر للطيران مجانا!؟
بعد هذا الطلب بأقل من 48 ساعة صدر قرار بإلغاء الاستثناءات لثلاث جهات أبرزها الصحفيين وقدامى المحاربين! الطريف أن مكتب الوزير تنصل من القرار وادعى أنه من هيئة مترو الأنفاق، والحقيقة أن الصحفيين تم إلغاء المميزات على الاشتراك من سنوات طويلة، والميزة كانت هو خصم جنيه واحد فقط على أي رحلة للمترو، ولا أدرى كم مليون ستجني الهيئة من وراء هذا الإلغاء، وأزعم أنها بضعة آلاف في العام كله، لأن عدد الصحفيين ضئيل وليسوا جميعا يركب المترو..
لكن يبدو الوزير يريد أن يرد على من رفض زيادته لثمن التذكرة في المرة الأخيرة، الأهم من الصحفيين هم قدامى المحاربين، هؤلاء الذين لولاهم ما كنا نحن اليوم، هؤلاء الذين يجب أن نضعهم فوق الرءوس، كيف يتم إلغاء الاستثناء لهؤلاء الأبطال!؟ هؤلاء الذين حملوا أرواحهم على كفوفهم دفاعا عن تراب مصر، هؤلاء لولاهم ما أصبح الوزير وزيرا في بلد تنعم بالأمن والحياة المستقرة في أصعب أوقات الشدة!
مراجعة القرار ليس تفضلا لكنه واجب للاعتذار لهؤلاء الأبطال!
لكن يبدو أن أمر مترو الأنفاق يؤرق المسئولين كثيرا، وعندما يزداد أرقهم لا يجدون سوى إصدار قرارات تستفز المواطن، نعلم أن الوزير الحالي الذي نتهمه بالفشل لم يفعل أي شيء سوى الصراخ أن المترو سيتوقف بسبب حاجته الملحة للتطوير وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لن نعود لتكرار ما كتبناه عن تضارب تصريحات وأرقام الوزير لكن نطرح سؤالا مهما: كانت تذكرة المترو بجنيه واحد ماذا حدث بعد رفع قيمة التذكرة إلى جنيهين ثم بعد عشرة شهور إلى سبعة جنيهات!؟
هل حدث تحسن في الأداء، النظافة، زمن التقاطر بين القطارات..إلخ!؟ ويا ترى هل هناك مشكلات خلقتها الزيادة الأخيرة في ثمن التذاكر للعاملين!؟
أولا: تم زيادة ثمن قيمة التذكرة ولم يتحسن أي أداء سوى أن الاهتمام بالمترو يتراجع، لا انتظام بين تقاطر القطارات، مستوى أداء العاملين يتراجع، أصبح المترو يتم التعامل معه كأتوبيس، يتم وضع لافتة بمحطة النهاية أمام السائق، وتفاجئ بنهاية المحطة طرة البلد أشهر المحطات التي يتوقف المترو، الطريف أن السائق يقول للركاب "اليافطة موجودة"، متجاهلا عمدا أو جهلا أن المترو يركبه المواطن طالما في المحطة ولن يذهب لرؤية مقدمة المترو لمعرفة محطته النهائية.
أما استخدام ميكروفون المحطة أو الإذاعة الداخلية للمترو أمر صعب المنال!
ثانيا: قطارات المترو أصبحت سوقا عشوائيا للبائعين وأيضا محطات المترو تحولت إلى سوق عشوائي من المحال سيئة الشكل وأصبح محال الحلوى والشمس تضرب فيها، لا أعرف هل الوزير زار أي محطة مترو في العالم أم لا؟ بلاش العالم المتقدم لكن فيَلذهب إلى كوريا الشمالية ويشاهد الجمال والإبداع في كل شيء، مع العلم أن مترو كوريا الشمالية بني في 4 سنوات من 69 إلى 1973 وتحت الأرض بحيث لو ضرب بقنبلة نووية لا يتأثر!
ثالثا: هل يعلم الوزير أن تقريبا جميع المحطات عليها طوابير والسبب ليس الزحام لكنه تعامل الموظف مع ثمان اختيارات للراكب وندرة الفكة؟
رابعا: صرح الوزير أننا نحصل من المواطن حق التشغيل والصيانة والتطوير أما إذا فكرنا نحصل على تكلفة الإنشاءات الجديدة فإننا سنرفع قيمة التذكرة إلى 25 جنيها! لا تعليق!
وتحيا مصر.