المجانين و«سور الإسكندرية»!
متخلف عقليا لا محالة من يعتقد للحظة واحدة أن هناك حكومة في أي دولة في العالم ستبني سورا يحجب البحر عن الناس! إذ الأسئلة المنطقية هي: لماذا ستفعل ذلك؟ ما الفائدة من بناء سور يحجب البحر عن المواطنين بطول الإسكندرية كما رددوا؟ ما الذي يمكن أن يدفع ـ مثلا مثلا ـ أي حكومة تبني سورا لمسافة أربعين كيلو مترا أو أكثر من أبي قير للعجمي وبلا أي فائدة منه؟
هل هي الرغبة في العكننة على الناس؟ ولنفترض أن الحكومة مجنونة ـ مثلا مثلا ـ هل تساوي العكننة على الناس عشرات المليارات لبناء سور أسمنتي بهذا الحجم وهذه الضخامة وهذا الطول؟ وإذا كان السور المزعوم مشروعا استثماريا فهل هناك عاقل يصدق أن مشروعا استثماريا يمتد من أطراف مدينة كبيرة إلى أطرافها الأخرى؟ لا نجد أي فرصة لتسرب الفكرة إلى أي بني آدم طبيعي ولذلك نقول مجنون لا محالة من يصدق ذلك!
المدهش أننا نعرف المنطقة التي يتحدثون عنها إذ أقمتُ بها عاما كاملا للدراسة الجامعية قبل التحويل إلى محافظة أخرى، فضلا عن الزيارات السابقة واللاحقة للدراسة ونعرف كيف أن واحدا من أسوأ تقاطعات الإسكندرية كان طريق الكورنيش مع مدخل ومخرج سيدي جابر وأن العطلة المزمنة في هذه المنطقة وفجأة نرى أن الدولة بصدد بناء كوبري ينهي الأزمة فلا تتوقف الحركة وتنتهي التقاطعات وفجأة أيضا نعرف أن الكوبري أوشك على الانتهاء وفجأة يتم افتتاحه ويكون عملا رائعا أفاد الناس بغض النظر عن تكلفته وبدلا من الإشادة به نتركه بالكامل ونتوجه إلى أسفله لنُفبرك الروايات الرخيصة المتخلفة ونلفت الأنظار بعيدا عن العمل الكبير!
أي بشر هؤلاء؟ وأي عقول تلك؟ المُغرض ونعرف أهدافه وهو يكذب ويعرف أنه يكذب ويعرف أننا نعرف أنه يكذب.. لكن.. ما الذي يدفع غير المغرض إلى تصديق وترديد التخلف العقلي بعينه؟!
لا حول ولا قوة الا بالله!