إسرائيل تتابع أزمة إدلب في صمت وتطالب بحل سياسي
تراقب دولة الاحتلال الأحداث في سوريا عن كثب وتنتظر نتائج معركة أدلب المتوقعة التي يحذر منها المجتمع الدولي وتباركها كل من روسيا وطهران، ورغم أن الجماعات الإرهابية تستوطن في إدلب وهو ما يشكل ضرورة ملحة لدى النظام السوري لاقتحام المدينة فإن إسرائيل والمجتمع الدولي لا يزالان يستخدمان فزاعة السلاح الكيماوي لعرقلة أي خطوة لتطهير الأراضي السورية.
لقاء روسي إسرائيلي
وفي ضوء تصاعد وتيرة الأحداث السورية، التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات الليلة الماضية، نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، في العاصمة موسكو، وحضر اللقاء ممثلون عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وضباط كبار، وهو الذي تناول القضايا الإقليمية والأوضاع في سوريا.
وقال تقرير إسرائيلي، إنه في ضوء اقتراب الهجوم على إدلب فإن مواطني المدينة يشعرون بالخوف والرعب.
وأشار تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم الجمعة، إلى أن الأمم المتحدة أرسلت إلى الروس والأمريكيين إحداثيات من أجل تجنب الإضرار بالمستشفيات والمدارس، لكن في المنطقة الشمالية يخشون من "كارثة كبيرة".
وأجرت الصحيفة العبرية لقاء مع أحد المتمردين الذي جاء إلى إدلب في إطار الاتفاق مع نظام الأسد، قائلًا إن محاولات الهرب لم تنجح حتى الآن.
وأضاف للصحيفة: "لا أحد يفهم الوضع برمته في إدلب، جبهة النصر تخطط للقتال وتعتقد أن النظام سيقاتل يومين أو ثلاثة ثم يطلب وقف إطلاق النار".
وتابع: "لكنني أرى أن الزمن تغير، النظام جنبًا إلى جنب مع الروس يستخدم أسلوب الأرض المحروقة، يدمرون كل شيء في طريقهم، ثم تدخل القوات البرية، كما هو الحال مع القرى الشرقية في درعا، يسحقون ويدمرون كل شيء وعندها فقط يدخلون".
مسلحو سوريا
وقال الرجل المسلح الذي كان خائفا من تحديد هويته في محادثة مع وسيلة إعلام إسرائيلية: "نحن نتوقع أن نواجه قصفًا كثيفًا من قبل القوات الجوية الروسية بالمدفعية الثقيلة والصواريخ المتقدمة، حتى الآن لا تستخدم إدلب هذه الصواريخ، لكن عندما يستخدمها الروس، سيتغير التوازن".
وبحسب الإعلام الإسرائيلي فإن مصير نحو 3 إلى 4 ملايين سيواجه كارثة كبيرة في ضوء غلق الحدود التركية، وتجرى حاليًا محادثات بين الاستخبارات التركية وجبهة النصرة.
فرار المدنيين
وأشار التقرير العبري إلى أنه منذ بداية الشهر، فر نحو 38،500 شخص من المنطقة، وقالت الأمم المتحدة إن فرقها تعمل على مدار الساعة لإيصال المساعدات إلى 900 ألف من المدنيين في إدلب الذين تمكنوا من الفرار مع اقتراب المعركة.
ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أهمية الحل السياسي في إدلب، وذلك لأن روسيا قوة عظمى، فهي مستعدة لقتل مليوني شخص من أجل تحقيق النصر، وهذا أمر معروف، ومن المتوقع أن تنضم النصرة إلى الجيش السوري الحر".
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أن إدلب على حافة الكارثة، وقال "إننا نعمل مع روسيا وإيران لمنع وقوع مأساة إنسانية، وكل عملية عسكرية في إدلب ستجلب كارثة للمنطقة".
صراع المصالح
أكد تقرير إسرائيلي أن عجلات البيروقراطية الدولية تتحرك ببطئ في معركة إدلب، وذلك في الوقت الذي يتم فيه الإبلاغ عن هجمات القوات الجوية الروسية على مناطق في إدلب.
وأضاف التقرير في صحيفة "معاريف" العبرية، أن المعركة في آخر معقل للمتمردين في أدلب لديها القدرة على أن تصبح صراعا للاعبين الكبار.
وتابعت أن الجميع لديه مصالح مختلفة في سوريا، التي ستستمر خلال المواجهة في المعقل الأخير للمتمردين في سوريا.
وأشارت إلى أن هناك مخاوف بين السكان من أن لا تحترم روسيا وقف إطلاق النار وتجدد الضربات الجوية على المدنيين، والوضع صعب للغاية، وينذر بكثير من الضحايا.