«أحمد الديب» يكتب: التعليم العالي وتوجيهات الرئيس
كل عام وحضراتكم بخير، وعام دراسي كله خير ونجاح، وزارة التعليم العالي أعلنت القواعد والشروط الخاصة بإنشاء جامعات أجنبية جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، واجتهدت الوزارة وأنهت القانون الخاص بالمشروع وتم اعتماده رسميا، وهو أمر تشكر عليه، ولكن الغريب، أن بيان الوزارة لم يشمل توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذي أعلنه في مدينة العلمين الجديدة في الأول من مارس الماضي، قائلًا: «إذا كنتم عايزين تعليم حقيقي، خلوا الجامعات تحط شهادتها معانا، ولازم نستحمل ونجري ونتحرك، وكل مجموعة عايزة تعمل جامعة في مصر تكمل ورقها وتجيب لي التوأمة على الشهادة من أول 50 جامعة في العالم، وأنا هطلع القرار فورا».
• والسؤال هنا إلى قيادات التعليم العالي.. لماذا لم يذكر تكليف الرئيس ضمن البيان الإعلامي الذي صدر بشأن شروط الإنشاء؟ وأن يكون نصا كما وجه الرئيس أن تكون الجامعات المتعاقد عليها من أول 50 جامعة، واكتفت الوزارة بوضع عبارة الجامعات المتميزة علميا فقط؟
• وبخصوص الجامعات الأجنبية- لمن لا يعرف- ففي العاصمة الإدارية على أرض الواقع هناك جامعتان فقط بدأتا تعلنان عن أعمالهما الأولى، وهي جامعة كندا مصر، وكانت أسرع من استجاب لتلبية دعوة القيادة السياسية بفتح فروع لجامعات دولية بالعاصمة، وتم افتتاحها في يوليو الماضي بحضور وزير التعليم العالي، والثانية وهي الجامعة الأوروبية في مصر، والتي استطاعت في الحصول على توقيع اتفاقية مع واحدة من أكبر الجامعات في العالم، وهي جامعة لندن المصنفة الثانية عالميا بعد جامعة هارفارد، وفقا للتصنيف الإنجليزي، وأخرجت 18 عالما حصلوا على جائزة نوبل، أتمنى أن تكون باقي الجامعات الجديدة مصنفة ضمن أفضل 50 جامعة عالمية.
• بمناسبة مسابقة أفضل جامعة التي وجه الرئيس بتنفيذها هذا العام، هي بداية لتسويق جامعاتنا بالشكل المطلوب، وكنت أتمنى أن تخرج جامعات القاهرة الكبرى من المسابقة ومعها جامعة الإسكندرية؛ لأنهما جامعتين ذاتا موازنة كبيرة إلى جانب مشروعاتهما الذاتية الأكبر، ودائما ما تكون هذه الجامعات في الصدارة نظرا لتاريخها، ولكن يجب أن تظهر جامعات أخرى في الصورة، وكنت أتمنى أن يضاف شرط «الجهود الذاتية» للتقييم، وخاصة بالجامعات الإقليمية وجامعات الصعيد، وهي تحديد المشروعات التي تجلبها الجامعة لزيادة مواردها الخاصة، حتى تكون دافعا خلال المنافسة العام القادم، وهو توجيه صدر من الرئيس في اجتماعه مع المجلس الأعلى للجامعات.
• أعلنت وزارة التعليم العالي من خلال تقارير إعلامية عن انتهاء الجامعات من الاستعدادات للعام الدراسي الجديد.. وكنت أتمنى أن تطمئن الوزارة على هذه الاستعدادات من خلال جولات ميدانية، سواء برئاسة الوزير أو نائبيه، وأعتقد أن هذا الأمر لن يؤثر على عمل اللجنة الخاصة بالمسابقة نهائيا؛ لأن هذا الأمر هو حتمي على وزارة التعليم العالي؛ لأنها أولا وآخرا المسئولة أمام الدولة عن أي أمر بالجامعات؛ لأن وزير التعليم العالي رئيس للمجلس الأعلى للجامعات، وكان لابد من تقييم المستشفيات والمدن الطلابية. «يا ريت لو تمت الزيارات للجامعات تكون جامعات خارج الصندوق المعروف للزيارات».
• الدكتور محمد لطيف الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للجامعات، والذي كان لنا السبق في نشر خبر ترشحه واقترابه من المنصب، حظى بفرصة كبيرة بهذا المنصب، خاصة أنه يملك المقومات التي تجعله إدرايا ناجحا، مثلما كان الدكتور أشرف حاتم سابقا، وكان في عهده تشهد الوزارة منافسة بين قطاعاتها والمجلس الأعلى للجامعات.. أعتقد أن لطيف الآن يسير بخطى ناجحة بعد ما فعله بمعهد الأورام، وهي بداية تولي الحقيبة الوزارية.
• سؤال مطروح داخل مؤسسات التعليم العالي والجامعات.. ما هي مهام نواب وزير التعليم العالي الجدد؟ هل تعيينهم كان من أجل حضور اجتماعات والنظر في بعض الملفات التي ينظر فيها ما يقرب من 11 وزيرا من ثورة 25 يناير حتى الآن فقط؟