مكابس قش الأرز بدمياط تزيد أزمة «السحابة السوداء»
تستعد محافظة دمياط لاستقبال توريد الأرز، إجراءات مشددة لتجهيز المضارب والشون التي تستقبل الحاصلات، لجان تم تشكيلها لمتابعة إجراءات التخزين واتباع التعليمات المنصوص عليها لذلك، ولكن هناك شيئًا آخر ينتظره أهالي قرى المحافظة كل عام "السحابة السوداء"، فقد اعتاد الجميع على انتظارها جراء قيام الفلاحين بحرق قش الأرز.
أصوات كثيرة نادت بالتصدي لتلك الأزمة والقضاء عليها بأساليب علمية، بينما كان رأي الفلاح مغايرًا تمامًا فقط اقتصر المشكلة على توفير "مكابس قش الأرز" بالجمعيات الزراعية، هربًا من احتكار بعض الأهالي لتلك المكابس، مما يتسبب في لجوء البعض لحرق القش فرارًا من جحيم أصحاب المكابس.
"صاحب المكبس بيتحكم فينا ومش لاقين بديل"، بتلك العبارة بدأ محمود مرعى أحد المزارعين بدمياط حديثه لـ "فيتو" مؤكدًا أن أصحاب مكابس قش الأرز يعملون فقط لصالح تجار القش.
وأوضح أن الفلاحين بدمياط يعرفون قيمة "قش الأرز" جيدًا، ولكن احتكار البعض لتلك المكابس سبب الأزمة.
وأكد سمير كامل مزارع، أن سعر الساعة يرتفع يوميًّا، مشيرًا إلى أن أصحاب المكابس تستغل عدم وجود بديل لهم لترتفع الأسعار بشكل متكرر، مما يعجز عنه الفلاح، موضحًا أن سعر الساعة بلغ 75 جنيها، بينما تتراوح اليومية ما بين 200 إلى 250 جنيها.
وفى سياق متصل قال مجدى البسطويسى نقيب الفلاحين بدمياط، إن الأمر بيد الحكومة، موضحًا أن سر الأزمة في احتكار تجار القش لتلك المكابس، ومن هنا يتحكمون في سعر تأجير الساعة وكذلك ساعات العمل.
وأوضح "البسطويسي" أنه على الدولة توفير المكابس بالجمعيات الزراعية، لافتًا إلى أن تلك الجمعيات تعد بيت الفلاح الأصلي وليست الوحدات المحلية.
ووصف نقيب فلاحين دمياط أداء الوحدات المحلية مع حرق "قش الأرز" بالضعيف، مشددًا أن الفلاح يعلم جيدًا أهمية "قش الأرز" للثروة الحيوانية إلا أنه قد يضطر إلى حرقه هربًا من احتكار التجار.
وأنهى كلماته قائلًا: أطالب بتوفير المكابس بالجمعيات الزراعية، ولو لم نفعل ستظل الأزمة قائمة حتى يأتي مسئول يلبي مطالب الفلاح.
وعلى صعيد آخر أكد الدكتور أحمد العطار وكيل مديرية الصحة السابق، أن السحابة السوداء كفيلة بنشر العديد من الأوبئة لفترات طويلة من الزمن، لافتًا إلى أن المديرية كانت قد قامت بوضع آليات لمواجهة هذا الأمر من الناحية الصحية إلا أن كافة المحاولات أمام إصرار الفلاح على حرق "قش الأرز" لن تأتي بثمارها، وأضاف قائلًا: الأمر بات صعبًا ونحتاج إلى تضافر الجهود للقضاء على تلك الأزمة.
وأشار اللواء ممدوح طه سكرتير عام مساعد محافظة دمياط، أن هناك تنسيقًا جيدًا بين المحافظة ومديرية الزراعة لمتابعة المخالفين، مشددًا أنه سيتم التعامل بمنتهى الحسم مع من يخالف التعليمات المنصوص عليها في التعامل مع "قش الأرز".
وأوضح "طه" أن المحافظة استعدت جيدًا لاستقبال الحاصلات، مشيرًا إلى أنه ستم الآن متابعة تجهيز مضرب الزرقا لاستيعاب 7000 طن، بينما تم تجهيز مخزنين آخرين بسعة 8000 طن للمخزن الواحد، مؤكدًا أنه تم توزيع تعليمات التشوين وطريقتها السليمة بالشكل الذي يضمن عدم فساد المحصول.