رئيس التحرير
عصام كامل

لا أحد يريد الإصلاح فى مصر


نعم قامت فى مصر ثورة وتغير النظام وتبدلت الوجوه وأصبحت مصر مدنية، ولكن هل حدث إصلاح فى مفهوم الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وهل يشعر المواطن البسيط ببوادر إصلاح أو إعادة هيكلة أو تطهير كما يرددون، لأن جوهر الثورة وهدفها الأساسى هو الإصلاح والتطوير الحقيقي لكل شىء فى مصر.


الحديث عن الإصلاح فى ظل أول رئيس منتخب حق مشروع لأنه قارب على انتهاء عامه الأول ولم يفعل شيئا لإصلاح الدولة بالمعنى الحقيقي ولم يضع خطوطا واضحة ومحددة وجدولا زمنيا لعمليات الإصلاح التى يتمناها المصريون وقاموا من أجلها بثورة سالت فيها الدماء طلبا لإصلاح حياتهم وتحولها نحو الـأفضل .

الإصلاح الحقيقي للدولة يبدأ بوضع مجموعة من التشريعات التى تعزز لمبدأ الخبرة والكفاءة والعلم فى تقلد جميع الوظائف والمناصب والبعد عن سياسات أهل الثقة والاعتماد على رجال الرئيس دون النظر لمستواهم وقدرتهم على إدارة دولة بحجم مصر.

الإصلاح الحقيقي لمؤسسات مصر المختلفة يبدأ بتطبيق القانون على الجميع داخل تلك الهيئات وسن عدة تشريعات للقضاء على الفساد الذى استشرى بشكل كبير فى أغلب وزارات وهيئات مصر، وليس مجرد رفع رواتب كما يفعل النظام الحالى .

الإصلاح الحقيقي للدولة يبدأ باحترام مؤسسات الدولة واستقلالها وعدم التنازع بينها كما يحدث الآن، وكذلك احترام أحكام القضاء لأن بعضها لا ينفذ لا نعلم لماذا والأمثلة كثيرة.

الإصلاح الحقيقي لمصر يتطلب من الرئاسة مصالحة سياسية شاملة مع كافة القوى السياسية لوضع حد للحرب الدائرة بينهما للخروج بمصر من أزمتها نحو مستقبل حقيقي ولا نعلم لماذا تتباعد المسافات بينهما وماتت جلسات الحوار الوطنى وأصبحوا فى حالة استعداء وتربص وتشكيك وتخوين غير طبيعية تعبر عن احتقان سياسي مزمن تعيشه الدولة المصرية .

الإصلاح الحقيقي ليس مسئولية الرئاسة وحدها فإن أخطأت أو أهملت أو تعمدت عن جهل، على جميع القوى السياسية المعارضة طرح أفكار وحلول بديلة لكل المشاكل المزمنة للدولة وطرحها على الرأى العام حتى يعلم الجميع من يعمل خدمة لمصر ومن يهدف لمصالح خاصة ضيقة، وهنا أرى أن المعارضة أكثر سلبية من الرئاسة فهى لم تقدم البديل فى المشاكل اليومية ولم تشارك بشبابها فى حملات لخدمة المواطنين وتعريفهم بحقوقهم ومساعدتهم فى توفير الخدمات لهم وفق قدراتهم وإمكانياتهم السياسية .

الإصلاح الحقيقي يبدأ بحزمة من الخدمات تشعر المواطن بتحسن فى حياته اليومية، فهو لم يقم بالثورة ولم ينتخب الرئيس الذى وعده بالجنة والمليارات ليرى القحط والفقر والضرائب وغلاء الأسعار من حوله، فهناك سياسات إصلاحية سريعة وهناك البعض يحتاج لوقت طويل، وعلى الجميع نظام ومعارضة فعل الكثير من أجل المصريين بداية من سياسات العدالة الاجتماعية الغائبة فى حكم الرئيس مرسى مرورا بسياسات اقتصادية حقيقية قائمة على التنمية والاستثمار وليس الشحاتة والقروض كما يحدث الآن، وتواجد أمنى حقيقي فى الشارع المصري بدلا من حالة الغياب الأمنى المنتشرة حاليا بشكل بشع، والأهم هو قدرتهم على توظيف إمكانيات مصر البشرية والمادية فى تنميتها ونهضتها .

السؤال الأهم هل نرى النظام والمعارضة ومؤسسات الدولة المختلفة يسعون للإصلاح أم الجميع يسعى لمصالحه وأحلامه وطموحاته الخاصة؟
dreemstars@gmail.com
الجريدة الرسمية