أمريكا التي لا تعرفونها
"ترامب يدمر صورة أمريكا بشكل لن يفعله أكثر أدائها"، هذا العنوان ليس لكاتب هذا المقال ولكنه مقال لـ"جو سكاربورو" منشور في صحيفة الواشطن بوست. الكاتب نفسه غرد بمناسبة 11 سبتمبر قائلا: إن "ترامب يدمر الحلم الأمريكي أكثر مما يمكن أن يقوم به أي عمل إرهابي". الكاتب بالطبع أصبح في مرمى وسائل الإعلام المؤيدة لترامب.
أمريكا من الداخل ليست بالضرورة أمريكا التي يراها الناس على صفحات الأخبار، ورئيسها لا يختزل الشعب الأمريكي. ترامب يقود جناح من "الكاوبوي الأمريكي" الذين – إذا كانوا يؤيدونه في آرائه – عنصريين يرغبون في منع المهاجرين من الهجرة لأمريكا، بسبب البلدان التي ينتمون إليها، وربما يرغبون في حصد رقاب المسلمين كما يحصدون الأبقار، لكن هناك من يهاجمه، ويعريه، ومن داخل البيض الأبيض نفسه.
ترامب الذي وعد الأمريكيين باقتصاد مشرق، طلب من "جار كوهن" المدير السابق للمجلس الوطني الاقتصادي، طباعة دولارات حتى يغطي العجز الأمريكي، وهو ما أصاب كوهن بالصدمة من كون ترامب لا يفهم أبجديات الاقتصاد.
ترامب الذي هدد مكتب التحقيقات الفيدرالية وإدارة العدل التي رفضت من قبل قراره بمنع المهاجرين، يعرف أنه لن يتم انتخابه مجددا. ويعرف أن الجمهوريين قد يلقون هزيمة كبيرة في الكونجرس.
المشكلة أن ترامب بدأ يشعر بالاهتزاز، لذلك بدأ يكثف محاولات تغيير الانتباه عن مشاكله في الداخل، فبدأ قرارات تدمر صورة أمريكا في الخارج، من بينها وقف دعمه لمنظمة الأونروا، وإغلاقه لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، في محاولة للتأكد من دعم اللوبي الصهيوني له، ثم هجومه على إيران واتهامها بأنها وراء الهجمات ضد أمريكا في العراق.
الجميع متشائم – على الأقل – الذين يكرهون التطرف، من تصرفات ترامب لأنه يميني متطرف، وقد فاق في تطرفه جورش بوش.
في أمريكا، يهاجم الإعلام الرئيس ويتجرأ روبرت دينيرو عليه قائلا: "إنه لو رأي ترامب سيضربه في أنفه" ولا يستطيع الرئيس غلق وسيلة إعلامية، ولا يقبض أحد على روبرت دينيرو لأنه عاب في ترامب.
هذه هي أمريكا التي ستُسقط الجمهوريين ومن بعدهم ترامب.