إدارة المترو.. الارتباك على أصوله!
سيادتك الغيت ليه يا فندم التسهيلات المقدمة من هيئة مترو الأنفاق لكبار السن والعسكريين ورجال الشرطة والصحفيين؟ هكذا سألوا السيد وزير النقل والسيد رئيس هيئة المترو والسادة نواب رئيس هيئة المترو والسيد المتحدث باسم رئيس هيئة المترو.. كل الإجابات كانت تقريبا موحدة كتذكرة المترو القديمة وملخص الإجابة هو: أبدا.. لم يحدث.. إننا نقدر كبار السن وما قدموه للوطن سنوات طويلة ونقدر طبيعة عمل باقي الفئات.. ولذلك القرار صدر لمصلحتهم!
الرد المنطقي على الرد غير المنطقي هو: "ولما هو لمصلحتهم.. خدتوا رأيهم الأول؟ ثم لما هو لمصلحتهم ألم يكن الأفضل تبلغوهم بالخبر السعيد قبل صدوره؟ ثم هل اشتكى أحد لكم أصلا؟ ثم وثم كيف يكون لمصلحتهم؟!
السؤال السابق تقريبا أجاب عنه كل من سبق برد موحد أيضا ملخصه هو: "التخفيض الممنوح لم يكن نصف تذكرة بشكل كامل إنما كان دعما ممنوحا.. وهذا لا نقبله"!!
عجيبة والله! أنتم رحماء بقي بالشيوخ وتقدرون طبيعة عمل العسكريين والشرطة والصحفيين وخصوصا حاجتهم للتنقل الدائم! ولذلك ستجد استكمالا للإجابة السابقة حيث قال الوزير ورئيس الهيئة ونواب السيد رئيس الهيئة والمتحدث باسم جناب اللواء رئيس الهيئة أن "الإدارة قررت منح اشتراكات لهذه الفئات بامتيازات كبيرة ستكون أفضل من الأول.. كما أن هذا القرار سيمنع الزحام أمام شباك التذاكر"!
يا سلام؟ يعني القرار لا يستهدف زيادة إيرادات المترو؟ يعني كمان واقع بالخسارة على الهيئة؟ بهذا الشكل تستحقون الشكر من كل هذه الفئات وتستحقون المحاسبة من رئيس الحكومة !
المشهد السابق يذكرنا بالأمثلة الخاصة بـ "جر العداوة بلا أي مكاسب" ويعكس ارتباكا في الإدارة غير مسبوق.. ومجرد سيطرة فكر التحصيل فقط على أي مؤسسة دون اعتبار لباقي أبعاد أي موضوع يدخلنا إلى مسارات كارثية.. فكبار السن ـ والبعض أبلغنا بأنه رأى دموعا في أعين بعضهم ودمعة أي شيخ منهم لا تقدر بثمن ـ يشكل الأمر لهم بعدا نفسيا مهما بل ومؤشر على شكل التعامل مع الشعب كله عند بلوغ الشيخوخة!
والعسكريون ورجال الشرطة يؤدون فريضة الدم ولا تساوي كل تخفيضات الدنيا نقطة دم واحدة، والصحفيون في مصر كلها أقل من عدد المعلمين في حي واحد ومن يستخدم المترو منهم أغلبهم من شباب الصحفيين المبتدئين ويؤدون للمجتمع دورا مهما ليس فقط في نقل الأحداث، وإنما أيضا في الرقابة على الجهاز التنفيذي وغيره وبالتالي فالتخفيض هنا يعكس احتراما للرأي العام الذي هو عموم المصريين وليس للصحفي في شخصه.. والإعلان عن عدم إدراك وفهم كل ما سبق هو في ذاته كارثة الكوارث!
الإصرار على الخطأ خطأ أكبر.. والعودة إلى الحق حق.. والاستمرار في سياسة اتخاذ القرارات بطريقة "عايزين فلوووس فلووووس ثم ضحك شرير" لا يليق بمؤسسات محترمة وكبيرة!
شوية رشد يرحمكم ويرحمنا الله.