رئيس التحرير
عصام كامل

القرآن وقوانين آينشتين (2)


للتذكرة .. فقد أوقفنا هذه المقالات لطرح نتائج نظرية "فرق المنطق التفاضلى" للباحث المهندس أحمد الشافعى، ولقد توقفنا فى المقال السابق عند تساؤل يقول: هل من الممكن ومن المعقول استنادا إلى ما ورد فى الآيات فى أكثر من إشارة أن فى الكتاب من {كُلِّ مَثَلٍ} أن نجد فى القرآن الكريم : "قوانين الفيزياء" و"قانـون الطاقـــة لأينشتين"؟ وهل يمكن أن نتوصل من القرآن إلي ما بعد قانـون الطاقـــة لأينشتين وهل يمكن أن يفصح القرآن عن أسرار علوم المستقبل؟ وكان معرض هذه التساؤلات فى إطار الحديث عن الإسراء والمعراج وعلاقتها بقوانين الطاقة لآينشتين.


وفى هذا المقال نجيب عن هذه التساؤلات من خلال ما قدمه الباحث من نتائج، وبحسب تلك النتائج فالإسراء والمعراج حدثت في "لا زمن" حيث قال الرسول (ص) إنه بعد أن أسرى به وأعرج وعاد وجـــد أن "فراشه كان مازال دافئا" وهذا القول دفع الكثيرين سابقا والآن فى الاعتقاد أن قوله (صلى الله عليه وسلم ) يؤكد أن المعجزة كانت "رؤيـــة".

يقول الباحث أمام البحث في تلك القضية: "كان إلزاما علينا تحييد العقل قائلين إنها تحققت بقدرة {كُنْ فَيَكُونُ}، فلا يحق لنا الإنكار إلا أننا أخذنا على عاتقنا التحقق من قول الرسول صلى الله عليه وسلم فكان عون الله لنا مؤكدا فى إثبات جميع فروض آينشتين من الآيات التى كانت كمثل مسبحة انفرطت فجمعت الآيات القرآنية حباتها من هنا ومن هناك لتتوافق مع أعجب نظرية علمية أنكرها علماء العالم بلا استثناء – آنذاك- إلا واحدا هو الذى وضع فروضها العلمية العجيبة التى ما كانت لتخطر على خيال أي إنسان على الإطلاق إلا أن تكون فروضه كمثل الوحي أو الإلهام.

الإسراء لمن لا يعلمه، يعني السير ليلا وقد أسرى بالرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المسجد الأقصى، حيث شاهد خلال إسرائه قافلة متجهة إلى مكة وتحقق من بعض المواقف وحينما وصلت القافلة تبين صدق الرسول فيما شاهده، أما المعراج فيعني الصعود إلي أعلى وهي رحلة بدأت من المسجد الأقصى بصحبة جبريل عليه السلام إلى السماء فى زمن لم يعرف الإنسان فيه الارتفاع عن سطح الأرض، إلا بالقفز بالقدمين أو صعود جبل أو نخلة.

حين سمع الصديق أبوبكر قصة عروج النبي من الكفار ذهب إلى الرسول يستفسر عن حقيقة الأمر فكرر الرسول صلوات الله عليه قصة الإعراج، وأضاف إلى معجزة إعراجه أنه بعد أن عاد "وجــــد فراشــــه ما زال دافئـــا"، فكان قوله هذا تعقيبا على سؤال أبي بكر الصديق رضوان الله عليه.

يؤكد الباحث أن دفء فراش النبي (صلى الله عليه وسلم) يمثل دليلا وإثباتا علي صدق عروجه. ويضيف في معرض إثباته لواقعة المعراج: "تواجهنا مجموعة من نقاط الضعف الفزيائية في القرآن لإثبات الكيفية التي تم بها عروج النبى بصورة علمية، وهي أن الإنسان الأعرج هو الذي يسير في انحناء بسبب وجود ساق أقصر من ساق ترغمه بأن يميل ناحية ساقه الأقصر فينحنى خلال سيره فيوصف بأنه "أعرج" وهذا الانحناء جزء من دائرة وهو شبيه بما يشار إلى إعراج الملائكة (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ) بما يعني أن هذا الأمر يحدث في منحنى دائرى وهو ما لا يمكننا التحقق منه، علميا فيكون مرفوضا من العلماء لاعتماده على الإيمان بدون استناد علمى، ويوحى ذلك للبعض بأن تلك نقطة ضعف فى كتـــاب أحكمت آياته، ولكن الأمر غير ذلك.

و"الإعراج" بمعناه هذا وهو الانتقال بين نقطتين فى مسار منحنى دائرى يثبت كروية الشكل الهندسى أو دائرية ما ينتقلون داخله، وهي السماء، لكن ما يدهشنا أن انتقال الملائكة فى السماء يتم فى {إعراج} والسماء أمامهم مفتوحة ولا توجد عقبات تمنع انتقالهم فى خط مستقيـم؟ وقد يعتقد البعض أن تلك بمثابة نقطة ضعف أخرى فى الكتـــاب، خاصة أن الملائكة مخلوقة من الــنـــــــور، وذلك ما اتفقت عليه الأديان الثلاثة ولم تختلف عليه فيما بينها ومن خواص النور الفيزيائية انتقاله فى خط مستقيـم، فلماذا تصعد الملائكة في شكل انحناءات كما ينص القرآن الكريم؟ ولماذا لاتستخدم الملائكة خاصية خلقهم الفيزيائية من نــــــــور فتساعدهم على الانتقال فى "خط مستقيـم"؟. 

في مثل هذه الحالة فإن علماء الفلك سيحتارون في الأمر ويتعجبون ويتساءلون عن السبب الذي يجعل الملائكة تعرج إلى السماء، أي تصعد في طرق متعرجة بدلا من أن تنتقل في خط مستقيم، كما تقتضي طبيعتها النورانية؟ ولماذا أصر القرآن علي التعبير عن حركة انتقال الملائكة بالعروج ؟ فهل لم توجد إلا هذه الكلمة للتعبير عن الانتقال؟. 

تجيب الدراسة أن تحقيق العروج بالكيفية التي نص عليها القرآن في الانتقال إلي أعلي يستوجب أن يتوفر هذان الشرطان الهندسيان، وهما: أن تتوفر { قوة} فى سطح السماء الداخلى التى ينتقلون فيها لا تسمح للملائكة باختراقه.

فيكون الإعراج قسرا وجبرا فى كل سماء، لأن هناك سطحا ما داخل السماء لا يمكن اختراقه بالطريق لأعلي في خط مستقيم، وأن تخطيه يقتضي الدوران حوله في طريق دائري،  أما الشرط الثاني هو شرط السرعة ويعني ضرورة أن توجد نسبة وتناسب بين "سرعة الملائكة" و"نصف قطر السماء التى ينتقلون فيها" بما يتناسب مع عزم القصور الذاتى وإلا فإنها تسقط لأسفل، هذان الشرطان يتوافران في الكرة الحديــدية التى تدور داخلها دراجة نارية رأسيا وأفقيا ولا تسقط، فهل ورد فى وصف السماوات ما يتطابق مع هذين الشرطين؟ .. هذا ما يجيب عنه المقال القادم.
الجريدة الرسمية