عفواً ... الفريق السيسى (2)
ليطمأننا الفريق السيسى قال: إن كل طلبات القوات المسلحة التى تتعلق بالأمن القومى فى مشروع محور قناة السويس تمت الاستجابة إليها .. لكننا مع ذلك لم نطمئن بل انزعجنا أكثر .. وليس السبب أن الفريق السيسى لم يقل لنا ما هى طلبات القوات المسلحة هذه، فدائما نرى أنه حتى فى ظل الاستجابة لهذه الطلبات هناك اتجاه لصياغة قانون خاص بهذا المشروع يفصل منطقة قناة السويس بامتداداتها داخل سيناء عن بقية أراضى الوطن .
ومعنى ذلك أن ثمة محاولة للالتفاف على طلبات القوات المسلحة، فنحن لا نتصور ألا يكون من بين هذه الطلبات التى تتضمن الأمن القومى المصرى الحفاظ على وحدة الأراضى المصرية والتراب الوطنى، وعدم السماح بأن تكون منطقة عزيزة من أرضنا إقليما - هكذا أسماه مشروع القانون - لا تنطبق عليه القوانين المصرية بما يجعل دولة داخل الدولة مثلما كان معمولا به أيام الشركة الأجنبية التى كانت تدير قناة السويس، وهى بالمناسبة لم تكن تملك القناة ولا الأراضى المحيطة بها، وإنما كانت تديرها بحق الانتفاع .. مثلما سنفعل فى مشروع محورها .
ومن المؤكد أن سيادة الفريق يعرف أن سيادة الدولة على قطعة من أراضيها يقتضى أن تطبق عليها القوانين التى تطبق على بقية أراضيها، حتى إن كانت ثمة مساحات من هذه القطعة محظور فيها إقامة مشروعات استثمارية عليها - أليس هذا ما حدث فى سيناء حاليا التى ما زالت سيادة الدولة المصرية عليها مهزوزة لعدم قدرتها على فرض القانون فيها ... وإلى الغد.
