رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: روسيا والمنتخب الأوليمبي

شوقي غريب
شوقي غريب

سافرتُ مع المنتخب الأوليمبي إلى روسيا منذ أيامٍ قليلة حيث يلعب فريقنا المصري مع نظيره الروسي، الكل كان مشغولا بالمنتخب الأول ومحمد صلاح ولأن المباراة ودية دولية لم تأخذ حقها الإعلامي ولكن الحق أقول إنها كانت أشبه بالمباراة الرسمية.. الحماسُ والندية طوال الـ 90 دقيقة وكل فريقٍ يريد الفوز. 


خدعوك فقالوا إنها مُجرد نُزهةٍ باعتبار أنك تواجه فريقا لن تجد مثيله في القارة السمراء، ولكن الحقيقة أنها أفكارٌ باليةٍ عفا عليها الزمن، لأن كرة القدم الآن غير زمان، بدليل أن الفريق الروسي الذي واجهناه كان عنده مباراة رسمية أمام صربيا بعد ثلاثة أيام في تصفيات أوروبا فلماذا استقدموا فريقًا من أفريقيا؟!

دَعنا من هذه النظرةِ القديمة وأقول إن الفريق المصري قدم أداءً راقيًا يُطمئن على مستقبل كرة القدم المصرية وعناصر أراها ستكون جيلا جديدًا يحمل الراية في القريب العاجل.

ولأنني من عشاق مدرسة شوقي غريب في التدريب منذ زمن طويل أقول إن الرجل قدّم أداءً مذهلا ويتطور من مباراة لأخرى ويعرف كيف يجهز فريقه للمباراة ورأيتُ الفريق الروسي كيف نجا من هزيمة ثقيلة لو تم استغلال الفرص التي سنحت للاعبين، ولكنها عموما تجربة أضافت للفريق الكثير. 

وأنا هنا سأتحدث عن السيستم داخل الفريق لأن هناك نظاما صارما وكل فرد في الجهاز يعرف دوره على الوجه الأكمل.. أتحدث عن معتمد جمال الخلوق الهادئ أو الثنائي الذي يمثل جيلا جديدا في التدريب في مصر، وهو الثنائي وائل شيتوس ومحمد شوقي، وهما الأقرب للاعبين وأسامة عبد الكريم مدرب الحراس المتميز الذي تري بصمته على الحراس سريعا، والدكتور كمال عبد الواحد عبقري في تهيئة وتجهيز اللاعبين والدكتور أيمن زين الطبيب النجم، باعتباره لاعبًا دوليًا سابقًا والدكتور محمد صلاح أخصائي التأهيل والتدليك، وعم عيد مسئول المهمات ثم الجهاز الإداري الذي يتولاه الدكتور علاء عبدالعزيز، صاحب الخبرات العريضة والطويلة في المجال الإداري والكابتن أيمن سليمان هو بحق رجل هادئ ويعمل في صمت.

أما العميد ثروت سويلم رئيس البعثة فإن الحقيقة أن هذا الرجل يتميز بالأصالة وألقى محاضرة على اللاعبين أتمني أن يُلقيها على كل المنتخبات لأنها ترسخ لكل سبل النجاح في أي مجال مفادها التواضع مهما كانت نجومية اللاعب.. فعلا ربما رغم سفرياتي العديدة إلا أن العميد ثروت سويلم أعطي هذه السفرية مذاقًا خاصًا وأكد أن اختيار رئيسا للبعثة أمر في غاية الأهمية.

وأخيرا الدكتور كرم كردي عضو مجلس الإدارة والمشرف على المنتخب الأوليمبي الذي كان على علمٍ بكل التفاصيل لحظة بلحظة، وتواصلٍ مستمرٍ مع المدير الفني ورئيس البعثة. 

في الواقع إن الفترة القادمة تحتاجُ تضافرَ الجهودِ من أجلِ بناء جيل جديد والوصولِ لطوكيو بعد الإخفاق في الوصول لـ«ريو دي جانيرو» والذي أعرفه أن حلم غريب ورفاقه ليس الوصول للأولمبياد بقدر تحقيق مركز متقدم مثلما حدث في مونديال الشباب بالأرجنتين 2001 مع جيل رائع من اللاعبين انضم منهم ثلاثة بعد معسكرين وخمس مباريات ودية وأعتقد أن عدد اللاعبين سيزيد في المنتخب الأول قريبا نتيجة التنسيق مع خافيير أجيري. 

وفي النهاية تبقى نصيحة، اتركوا شوقي غريب يعمل في صمت ولا تفسدوا ما يفعله لأنه على علم بكل صغيرة وكبيرة في عالم كرة القدم والأيام ستثبت أنه مدرب كبير جدا. 
... وللحديثِ بقية.
الجريدة الرسمية