رئيس التحرير
عصام كامل

السعادة فى اجتلاء الفرح


الرَّوعةُ فى جمالِ النّفس، حين يصيرُ كلُّ شىءٍ جميلًا وساحرًا فى الإنسان، والطَّبيعة، والصّوَر المرئيَّة، والألوان البَهِيَّة، والأشكال المُتَناسِقَة، والأداء التَّعبيرى  .


والرَّوعةُ فى الإحساسِ والرُّوحِ التى تُلامِسُها، فتَعرفُ أنَّ لنورِ النَّهارِ دِفْئًا وضِياءً، ومَعاشًا، وكَسْبًا، ولظَلامِ اللَّيل راحةً، وسكينةً، ولِباسًا، وانْتِقالًا بالإنسان من مرحلةِ يقظةِ الفِكْر والحَواس، إلى مرحلةِ النَّوم والاسْتِرخاء استعدادًا لاستقبالِ يومٍ جديد وحياةٍ جديدة .

والرَّوعةُ فى جمالِ الفهم، الذى يرى أنَّ من ضروراتِ العَملِ المُنْتِج والمُبْدِع توظيفُ التَّفكير السَّليم .

والرَّوعَةُ فى القَلبِ المُبتسم، الذى يُحِسُّ بأنَّ فصولَ السَّنَة كلها ربيع، وأنَّ اللَّونَ الأسودَ ليسَ شُؤْمًا، وأنَّ الظَّلامَ ليس يحملُ كآبة، ولا فى الشِّدَّةِ عُسْرًا، ولا فى القُبْحِ ذَمامة، فلا عُبوسَ فى الحياة، بل فى مَنْ يَحْياها عابِسًا، لأنَّ حقيقةَ السُّرور تتجلَّى وتزيدُ نماءً واتِّساعًا، فى الوقتِ الذى تتجلَّى فيه حقيقةُ الهُموم وتَصْغُرُ مساحتُها فى النَّفسِ وتضيقُ حتّى تختفى .

والرَّوعَةُ فى انْتِقالِ النَّفسِ مِنْ شُعورٍ عادِىٍّ إلى شعورٍ مُخْتلِف، ومِنْ فَهْمٍ بسيطٍ إلى فَهْمٍ عَظيم، ومِنْ عَمَلٍ تافِهٍ إلى عَمَلٍ له قيمةٌ ومَكانَة، ومِنْ سَعْىٍ إلى سَعْىٍ دَؤوب ، فتصيرُ أيَّامُ التَّعَبِ والكَدْحِ فيها لذَّةٌ للنَّفس، وشُعورُ المرءِ بأنَّه إنسانٌ حقيقِىُّ لأنَّه يعيشُ معنى عَظَمةَ الجَمال فى الإحساسِ بجمالِ الخَلقِ وإبداعِ الصّانِع، والإحساسِ بجمالِ النَّفسِ الإنسانيَّة الواسِعَة الحُرَّة، المُدْرِكَةِ لحقائقِ الحياةِ وأسرارِ مَعانيها، والتى لا تضيقُ عليها الدُّنيا، لأنَّ الضِّيقَ لا يأتى إلاَّ ممَّن كان له مُحِبًّا صانعًا، وسِرُّ عَظَمةِ النَّفسِ وروعةِ الإحساسِ والفَهْمِ فى ابْتِكارِ أسبابِ السَّعادةِ وسطَ زَحْمَةِ المِحَن والشَّدائد، ووسطَ زوبعةِ الفِتَن والشَّهوات.

الجريدة الرسمية