رئيس التحرير
عصام كامل

الجماعة تبحث في ملفاتها القديمة لاستقطاب المصريين.. تكثيف نشاط المرأة بـ«الحجاب والنقاب» على شاشات الإعلام الإخواني.. ضعف الأجندة السياسية والتحريض أهم الأسباب.. وباحث: تستهدف كسب ود القرى و

عصام العريان
عصام العريان

عادت جماعة الإخوان الإرهابية، لاستخدام ملف العباءات والطقوس الدينية في عمليات الاستقطاب، في ظل تراجع أجندتها السياسية والتحريضية، وبدأت تروج للكثير من البرامج ذات الطابع النسائي، التي تتحدث في أهمية تحجب المرأة، بل ودافعت عن النقاب، رغم ابتعاده عن أعراف الفكر الإخواني.


إعادة تصدير الماضي
لجأ إعلام الإخوان، لإعادة ترويج مقاطع فيديو قديمة، لقادة الجماعة على رأسهم عصام العريان، أحد أبرز قادتها الذي حكم عليهم مؤخرا بالإعدام، وهو يحكي قصة تدينه وهو طالب في كلية الطب، وكيف ساهمت أنشطة طلاب الجماعة في نشر الحجاب، بعدما كانت طالبة واحدة فقط هي من ترتديه في دفعته بأكملها.

وكشفت الفيديوهات التي حاولت الإخوان إعادة نيل ثقة المجتمع من خلالها، الإيحاء بأنها من أدخلت الحجاب والنقاب للمجتمع، حسب القصة التي يحكيها العريان، والتي أكد فيها أنه لم يكن هناك من يصنعه بالأساس، لذلك لجئوا لأحد المصانع، التي قامت بتفصيل أقمشة، اشتروها من المنطقة الحرة ببورسعيد؛ لينتشر بعدها الإيشارب والطرحة، كما أصبح على النمط الحالي للمجتمع.

ويرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماعي السياسي، أن الإخوان اعتبروا الحجاب أحد الأدوات التي يسيطرون من خلالها على المجتمع؛ فالمرأة التي تطيع الرجل، هي النواة الحقيقية لتكوين الأسرة الإخوانية القائمة على مبدأ السمع والطاعة.

وتابع: إعادة نشر هذه الأفكار، لها أبعاد اجتماعية واقتصادية عن الجماعة، خاصة أنها تعلم جيدا، أن صعيد مصر والمناطق الشعبية، مؤهلة لإعادة استقبال هذه الأفكار في أي وقت، في ظل الأمية والأزمات المستعصية التي تواجهها الدولة، موضحا أنها تهدف إلى إعادة التأثير الاجتماعي للإخوان، وكسب طبقة شعبية واسعة، وترى في الحجاب والنقاب وسيلة لذلك.

دعاية دينية
من ناحيته، يرى سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن عزل الإخوان صاحبه مظاهر تحرر كثيرة، وبدأت الكثير من السيدات في خلع الحجاب، كرد فعل على القمع الذي مارسه الإخوان، وبعد انكشاف زيف أفكار الإسلام السياسي، وسعيهم للسلطة دون غيرها، موضحا أن الإسلاميين كانوا ولازالوا يستغلون حجاب بعض الفنانات، اللاتي تحجبن؛ لإعادة الاعتبار للفكر الديني، بعدما ابتعد عنه العامة، وهذا سبب حالة السعار التي انتابت الكثيرين؛ بسبب خلع حلا شيحة لحجابها.

وأضاف: كانت ثورة 25 يناير 2011، مرحلة تطور واضح في استخدام العبادات، والحجاب والنقاب في الدعاية السياسية، ومن خلالهم زادت حدة الاستقطابات السياسية، واستمرت هذه التصرفات من الإخوان وأنصارها، والكثير من قوى الإسلام السياسي، وظهرت بقوة من جديد في مظاهرات 30 يونيو التي دعت لعزل مرسي.

وتابع: حشدت الجماعة بمؤيديها وداعميها وأذرعها الإعلامية بهذه الطقوس، في مواجهة الملايين المطالبين بتنحي الرئيس الأسبق محمد مرسي، وادعوا أنهم كانوا سببا للسماح للمذيعات المحجبات بالعودة للظهور على شاشات التليفزيون، وكذا المضيفات المحجبات، وهي الرواية التي تحاول الجماعة إعادة ترويجها من جديد، دون صدى.
الجريدة الرسمية